الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              271 (63) باب

                                                                                              كيفية عذاب من يعذب من الموحدين وكيفية خروجهم من النار

                                                                                              [ 150 ] عن أبي سعيد الخدري ; قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما أهل النار الذين هم أهلها ، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون . ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم - أو قال : بخطاياهم - فأماتهم إماتة . حتى إذا كانوا فحما ، أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر ، فبثوا على أنهار الجنة ، ثم قيل : يا أهل الجنة ! أفيضوا عليهم . فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل . فقال رجل من القوم : كأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان بالبادية .

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 5 و 11 ) ، ومسلم ( 185 ) ، وابن ماجه ( 4309 ) .

                                                                                              [ ص: 451 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 451 ] (63) ومن باب كيفية عذاب من يعذب من الموحدين

                                                                                              (قوله : " ضبائر ضبائر ") قال الهروي : جمع ضبارة بكسر الضاد ، مثل عمارة وعمائر ، وهي الجماعة من الناس ، يقال : رأيتهم ضبائر ; أي : جماعات في تفرقة . وقال غيره : الصواب أضابر جمع إضبارة . وفي الصحاح : الإضبارة [ ص: 452 ] بالكسر الإضمامة ، يقال : جاء فلان بإضبارة من كتب ، وهي الأضابير ، قال : والضبر الجماعة من الناس يغزون ، وضبر الفرس ، إذا جمع قوائمه ووثب . و " بثوا " فرقوا .

                                                                                              وهذا الحديث رد على الخوارج والمعتزلة ، حيث حكموا بخلود أهل الكبائر في النار ، وأنهم لا يخرجون منها أبدا ، وقد تقدم الكلام على الحبة .




                                                                                              الخدمات العلمية