الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                3 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك ، ثنا يحيى بن بكير قال : حدثني الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، ثنا الجلاح أبو كثير ، أن ابن سلمة المخزومي حدثه ؛ أن المغيرة بن أبي بردة أخبره : أنه سمع أبا هريرة يقول : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فجاءه صياد ، فقال : يا رسول الله ، إنا ننطلق في البحر ، نريد الصيد فيحمل معه أحدنا الإداوة ، وهو يرجو أن يأخذ الصيد قريبا ، فربما وجده كذلك ، وربما لم يجد الصيد حتى يبلغ من البحر مكانا لم يظن أن يبلغه ، فلعله يحتلم أو يتوضأ ، فإن اغتسل أو توضأ بهذا الماء ، فلعل أحدنا يهلكه العطش ، فهل ترى في ماء البحر أن نغتسل به أو نتوضأ به إذا خفنا ذلك ؟ فزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " اغتسلوا منه وتوضئوا به ، فإنه الطهور ماؤه الحل ميتته " .

                                                                                                                                                وقد تابع يحيى بن سعيد الأنصاري ، ويزيد بن محمد القرشي سعيدا على روايته ، إلا أنه اختلف فيه على يحيى بن سعيد فروي عنه ، عن المغيرة بن أبي بردة ، عن رجل من بني مدلج ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروي عنه ، عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة ، أن رجلا من بني مدلج ، وروي عنه ، عن عبد الله بن المغيرة الكندي ، عن رجل من بني مدلج ، وعنه ، عن المغيرة بن عبد الله ، عن أبيه ، وقيل غير هذا ، واختلفوا أيضا في اسم سعيد بن سلمة فقيل كما قال مالك ، وقيل : عبد الله بن سعيد المخزومي ، وقيل : سلمة بن سعيد ، وهو الذي أراد الشافعي بقوله في إسناده : من لا أعرفه ، أو المغيرة ، أو هما ، إلا أن الذي أقام إسناده ثقة أودعه مالك بن أنس الموطأ . وأخرجه أبو داود في السنن .

                                                                                                                                                وقد روي الحديث [ ص: 4 ] عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن عمرو - رضي الله عنهم - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                قال الشافعي - رحمه الله - : وروى عبد العزيز بن عمر ، عن سعيد بن ثوبان ، عن أبي هند الفراسي ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من لم يطهره البحر فلا طهره الله . أنبأه أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم الحافظ ، أنبأ أبو أحمد الحافظ ، ثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ، ثنا محمد بن حميد ، ثنا إبراهيم بن المختار ، ثنا عبد العزيز بن عمر ، فذكره بمثله ، إلا أنه لم يقل الفراسي .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية