الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وما يخدعون إلا أنفسهم قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو: (وما يخادعون) وقرأ الكوفيون ، وابن عامر: (يخدعون) ، والمعنى: أن وبال ذلك الخداع عائد عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومتى يعود وبال خداعهم عليهم؟ فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: في دار الدنيا ، وذلك بطريقين . أحدهما: بالاستدراج والإمهال الذي يزيدهم عذابا . باطلاع النبي والمؤمنين على أحوالهم التي أسروها .

                                                                                                                                                                                                                                      والقول الثاني: أن عود الخداع عليهم في الآخرة . وفي ذلك قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه يعود عليهم عند ضرب الحجاب بينهم وبين المؤمنين ، وذلك قوله: قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب [ الحديد: 13 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه يعود عليهم عند اطلاع أهل الجنة عليهم ، فإذا رأوهم طمعوا في نيل راحة من قبلهم ، فقالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله [ الأعراف: 50 ] فيجيبونهم: إن الله حرمهما على الكافرين [ الأعراف: 51 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية