الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6682 43 - حدثنا إسحاق الواسطي ، حدثنا خالد، عن بيان، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير قال: خرج علينا عبد الله بن عمر، فرجونا أن يحدثنا حديثا حسنا، قال: فبادرنا إليه رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن، حدثنا عن القتال في الفتنة، والله يقول: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة فقال: هل تدري ما الفتنة، ثكلتك أمك؟ إنما كان محمد -صلى الله عليه وسلم - يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن فيها الفتنة من قبل المشرق سألوا هنا عن ابن عمر أن يحدثهم بحديث حسن فيه ذكر الرحمة، فحدثهم بحديث الفتنة.

                                                                                                                                                                                  وإسحاق هو ابن شاهين الواسطي ، يروي عن خالد بن عبد الله الطحان ، ووقع في بعض النسخ خلف بدل خالد ، وما أظن صحته. وبيان - بفتح الباء الموحدة وتخفيف الياء وبعد الألف نون - ابن بشر - بالشين المعجمة - الأحمسي بالمهملتين. ووبرة - بفتح الواو والباء الموحدة والراء - ابن عبد الرحمن الحارثي والباء مفتوحة عند الجميع، وبه جزم ابن عبد البر ، وقال عياض : ضبطناه في مسلم بسكون الباء.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في التفسير، عن أحمد بن يونس .

                                                                                                                                                                                  قوله: " حديثا حسنا " أي حسن اللفظ يشمل على ذكر الرحمة والرخصة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فبادرنا " بفتح الراء فعل ومفعول.

                                                                                                                                                                                  وقوله: " رجل " فاعله، واسمه حكيم .

                                                                                                                                                                                  قوله: " إليه " أي إلى ابن عمر .

                                                                                                                                                                                  قوله: " فقال: يا با عبد الرحمن " أصله: يا أبا، فحذفت الألف للتخفيف. وأبو عبد الرحمن كنية عبد الله بن عمر .

                                                                                                                                                                                  قوله: " والله يقول " يريد الاحتجاج بالآية على مشروعية القتال في الفتنة ، وأن فيها الرد على من ترك ذلك كابن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقال ابن عمر : " ثكلتك أمك " بكسر الكاف أي عدمتك أمك، وهو وإن كان على صورة الدعاء عليه لكنه ليس مقصودا، وقد مرت قصته في سورة البقرة، وهي أنه قيل له في فتنة ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما: ما يمنعك أن تخرج؟ وقال تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة والفتنة هي الكفر، وكان قتالنا على الكفر، وقتالكم على الملك، أي في طلب الملك، وأشار به إلى ما وقع بين مروان ، ثم عبد الملك ابنه وبين ابن الزبير ، وما أشبه ذلك، وكان رأي عبد الله بن عمر ترك القتال في الفتنة، ولو ظهر أن إحدى الطائفتين محقة، والأخرى مبطلة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية