الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك [24]

                                                                                                                                                                                                                                        اختلف العلماء في تفسير هذا فقال أبو إسحاق : معنى يختم على قلبك يربط على قلبك بالصبر على أذاهم . قال أبو جعفر : وهذا الذي قاله لا يشبه ظاهر الآية . وقال غيره : فإن يشأ الله يختم على قلبك لو اقترفت واختلفوا في معنى (يختم) فقال بعضهم : أي يمنعك من التمييز . وقال بعضهم : معنى (ختم الله على قلبه) جعل عليه علامة من سواد أو غيره تعرف الملائكة بها أنه معاقب ، كما قال جل وعز (كلا بل ران على [ ص: 81 ] قلوبهم) . قال أبو جعفر : وفي التفسير أنه إذا عمل العبد خطيئة رين على قلبه فغطي منه شيء فإن زاد زيد في الرين حتى يسود قلبه فلا ينتفع بموعظة . ويمح الله الباطل منقطع من الأول في موضع رفع . ويجب أن يكتب بالواو إلا أنه وقع في السواد بغير واو كتب على اللفظ في الإدراج وإنما حذفت الواو في الإدراج لسكونها وسكون اللام بعدها فإذا وقفت زالت العلة في حذفها فعلى هذا لا ينبغي الوقوف عليه لأنه إن أثبت الواو خالف السواد ، وإن حذفها لحن ونظيره ويدع الإنسان بالشر وكذا "سندع الزبانية" فأما معنى و"يمح الله الباطل" ففيه احتجاج عليهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأن معناه أن الله جل وعز يزيل الباطل ولا يثبته ، فلو كان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم باطلا لمحاه الله جل وعز وأنزل كتابا على غيره ، وهكذا جرت العادة في جميع المفترين أن الله سبحانه يمحو باطلهم بالحق والبراهين والحجج ويحق الحق بكلماته أي يبين الحق .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية