الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الثامن : الوجادة


548 . ثم الوجادة وتلك مصدر وجدته مولدا ليظهر      549 . تغاير المعنى ، وذاك أن تجد
بخط من عاصرت أو قبل عهد      550 . ما لم يحدثك به ولم يجز
فقل : بخطه وجدت ، واحترز      551 . إن لم تثق بالخط قل وجدت
عنه ، أو اذكر قيل أو ظننت

التالي السابق


القسم الثامن من أقسام أخذ الحديث ونقله الوجادة بكسر الواو وهي مصدر مولد لـ وجد - يجد قال المعافى بن زكريا النهرواني إن المولدين [ ص: 457 ] فرعوا قولهم وجادة فيما أخذ من العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة ، من تفريق العرب بين مصادر ( وجد ) ، للتمييز بين المعاني المختلفة قال ابن الصلاح يعني قولهم وجد ضالته وجدانا ، ومطلوبه وجودا ، وفي الغضب موجدة ، وفي الغنى وجدا ، وفي الحب وجدا قلت: ولـ ( وجد ) مصدران آخران ، لم يذكرهما وهما جدة في الغضب وفي الغنى ، وإجدان - بكسر الهمزة - حكاهما ابن الأعرابي ، قال ابن سيده : وهذا على بدل الهمزة من الواو ، وليس معنى من المعاني التي ذكرها مقتصرا على مصدر واحد إلا في الحب; فإن مصدره: وجد – بالفتح - لا غير كما قال ابن سيده وكذلك هو مصدر وجد بمعنى حزن قاله الجوهري وغيره. وأما في المطلوب فله مصدران: وجود ، ووجدان حكاهما صاحب " المشارق " وأما في الضالة فله: إجدان أيضا ، كما تقدم. وأما بمعنى الغضب ، فله مصادر موجدة وجدة ووجد -بالفتح- ووجدان ، حكاها ابن سيده وأما بمعنى الغنى ، فله أيضا مصادر [ ص: 458 ] أربعة وجد - مثلث الواو - وجدة ، حكاها الجوهري وابن سيده وقرئ بالثلاثة في قوله تعالى ( أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ) .

وقولي: ( وذاك ) أي: والوجادة أن تجد بخط من عاصرته لقيته أو لم تلقه أو لم تعاصره ، بل كان قبلك; أحاديث يرويها ، أو غير ذلك مما لم تسمعه منه ، ولم يجزه لك ، فلك أن تقول وجدت بخط فلان ، أخبرنا فلان ، وتسوق الإسناد والمتن أو ما وجدته بخطه ، أو نحو ذلك هذا إذا وثق بأنه خطه ، فإن لم يثق بأنه خطه فليحترز عن جزم العبارة بقوله: بلغني عن فلان ، أو وجدت عنه ، أو وجدت بخط قيل إنه خط فلان ، أو قال لي فلان إنه خط فلان ، أو ظننت أنه خط فلان ، أو ذكر كناته أنه فلان بن فلان ، ونحو ذلك من العبارات المفصحة بالمستند في كونه خطه. قلت: هكذا مثل ابن الصلاح الوجادة بما إذا لم يكن له إجازة ممن وجد ذلك بخطه. وقد استعمل غير واحد من أهل الحديث الوجادة مع الإجازة ، وهو واضح كقوله: وجدت بخط فلان وأجازه لي ، وكذلك لم يذكره القاضي عياض في " الإلماع " في مثال الوجادة ، وإنما أراد الشيخ أن يتكلم على الوجادة الخالية عن الإجازة ، هل هي مستند صحيح في الرواية ، أو العمل ؟ والله أعلم.




الخدمات العلمية