الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ويؤدي النسكان على ) ثلاثة ( أوجه ) فقط ولهذا عبر بجمع القلة ووجه الحصر في الثلاثة أن الإحرام إن كان بالحج أولا فالإفراد ، أو بالعمرة فالتمتع ، أو بهما معا فالقران على تفصيل وشروط لبعضها ستأتي ، وعلم من هذا أنه لو أتى بنسك على حدته لم يكن شيئا من هذه الأوجه كما يشير إليه قوله النسكان بالتثنية ، أما أداء النسك من حيث هو فعلى خمسة أوجه : الثلاثة المذكورة ، وأن يحرم بحج فقط ، أو عمرة فقط ( أحدهما الإفراد ) الأفضل ويحصل ( بأن يحج ) أي يحرم بالحج من ميقاته ويفرغ منه ( ثم يحرم بالعمرة ) من عامه ( كإحرام المكي ) بأن يخرج إلى أدنى الحل فيحرم بها ( ويأتي بعملها ) أما غير الأفضل فله صورتان : إحداهما أن يأتي بالحج وحده في سنة ، الثانية أن يعتمر قبل أشهر الحج ثم يحج من الميقات على ما يأتي وأما الإفراد الذي هو أفضل فسيأتي بيانه .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : ويؤدى النسكان ) أي الحج والعمرة ( قوله : أنه لو أتى بنسك ) أي من حج أو عمرة ( قوله : أو عمرة ) أي وبعدمها على الإتيان بما أحرم به ( قوله : أن يأتي بالحج وحده في سنة ) أي ثم بالعمرة في أخرى ( قوله : فسيأتي بيانه ) قد تقدم بيانه في قوله أحدها الإفراد ، فلعل المراد به أن يأتي ما يتعلق به من التفصيل وبيان أفضليته



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 322 ] قوله : وعلم من هذا أنه لو أتى بنسك على حدته لم يكن شيء إلخ ) أي حقيقة ، وإلا فهو إفراد مجازي كما صرح به الشهاب حج كغيره وسيعلم من قول الشارح أما غير الأفضل إلخ ( قوله : وأن يحرم بحج فقط أو عمرة فقط ) أي ولا يأتي بالآخر من عامه ( قوله : وأما الإفراد الذي هو أفضل فسيأتي بيانه ) صوابه فقد مر بيانه ، إذ الآتي إنما هو مجرد ذكر أن الإفراد أفضل ، وأما بيانه فهو الذي مر على أنه لا حاجة إلى هذا من أصله




                                                                                                                            الخدمات العلمية