الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1961 ص: وقد روي ذلك أيضا عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:

                                                حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا قبيصة ، قال: ثنا سفيان ، عن الشيباني ، عن الحكم ، عن حنش: " : أن عليا - رضي الله عنه - جهر بالقراءة في كسوف الشمس". ،

                                                قال أبو جعفر -رحمه الله-: وقد صلى علي - رضي الله عنه - مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الكسوف فيما رويناه فيما تقدم من كتابنا هذا.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وقد روي الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف عن علي - رضي الله عنه -.

                                                وبين ذلك بما أخرجه بإسناد صحيح عن علي بن شيبة بن الصلت ، عن قبيصة بن عقبة شيخ البخاري وأحمد ، عن سفيان الثوري ، عن سليمان بن أبي سليمان الشيباني روى له الجماعة عن الحكم بن عتيبة أحد مشايخ أبي حنيفة روى له الجماعة، عن حنش بن المعتمر -ويقال: ابن ربيعة- الكناني الكوفي، وثقه أبو داود واحتج به، وكذا النسائي والترمذي .

                                                [ ص: 367 ] وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا سفيان ، عن الشيباني ، عن الحكم ، عن حنش الكناني: "أن عليا - رضي الله عنه - جهر بالقراءة في الكسوف".

                                                قوله: "وقد صلى علي مع النبي - عليه السلام - ... " إلى آخره، أشار به إلى أن عليا - رضي الله عنه - إنما جهر بالقراءة في الكسوف لإقامة سنة القراءة فيها; وذلك لأنه قد صلى مع النبي - عليه السلام - صلاة الكسوف ورآه قد جهر فيها بالقراءة فعلم أنه السنة; فلذلك هو جهر لما صلى، ولو كان النبي - عليه السلام - خافت فيها بالقراءة وعلم علي بذلك لما كان هو يجهر حين صلى.




                                                الخدمات العلمية