الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا أرجه وأخاه أي: أخر أمرهما إلى أن تأتيك السحرة، من أرجأته إذا أخرته، ومنه المرجئة وهم الذين يؤخرون العمل لا يأتونه، ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أهل المدينة والكسائي وخلف «أرجه» بكسر الهاء، وعاصم وحمزة «أرجه» بغير همز وسكون الهاء، والباقون «أرجئه» بالهمز وضم الهاء، وقال أبو علي : لا بد من ضم الهاء مع الهمزة ولا يجوز غيره، والأحسن أن لا يبلغ بالضم إلى الواو، ومن قرأ بكسر الهاء فـ(أرجه) عنده من أرجيته بالياء دون الهمزة، والهمز - على ما نقل الطيبي - أفصح، وقد توصل الهاء المذكورة بياء فيقال: أرجهي، كما يقال مررت بهي، وذكر الزجاج أن بعض الحذاق بالنحو لا يجوز إسكان نحو هاء ( أرجه ) أعني هاء الإضمار، وزعم بعض النحويين جواز ذلك، واستشهد عليه ببيت مجهول ذكره الطبرسي ، وقال: هو شعر لا يعرف قائله، والشاعر يجوز أن يخطئ.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال بعض الأجلة: الإسكان ضعيف؛ لأن هذه الهاء إنما تسكن في الوقف، لكنه أجرى الوصل مجرى الوقف، وقيل: المعنى احبسه، ولعلهم قالوا ذلك لفرط الدهشة، أو تجلدا ومداهنة لفرعون، وإلا فكيف يمكنه أن يحبسه مع ما شاهد منه من الآيات وابعث في المدائن حاشرين شرطاء يحشرون السحرة ويجمعونهم عندك

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية