الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6754 37 - حدثنا عثمان بن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني ابن جريج أن نافعا أخبره أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة، وهو أن سالما تقدم - وهو مولى - على من ذكر من الأحرار ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وعثمان بن صالح السهمي المصري ، وابن جريج عبد الملك . والحديث من أفراده، وسالم مولى أبي حذيفة ، قال أبو عمر : سالم بن معقل - بفتح الميم وكسر القاف - مولى أبي حذيفة بن عتبة ، من أهل فارس ، من إصطخر . وقيل: إنه من العجم، وكان من فضلاء الموالي ومن خيار الصحابة وكبارهم، ويعد في القراء ، وكان عبدا لبثينة بنت يعار زوج أبي حذيفة ، فأعتقته سائبة، فانقطع إلى أبي حذيفة ، فتبناه، وزوجه من بنت أخته فاطمة بنت الوليد بن عتبة .

                                                                                                                                                                                  قوله: " يؤم المهاجرين الأولين " هم الذين صلوا إلى القبلتين، وفي الكشاف: هم الذين شهدوا بدرا .

                                                                                                                                                                                  قوله: " قباء " ممدودا وغير ممدود، منصرفا وغير منصرف.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وأبو سلمة " ابن عبد الأسد المخزومي ، زوج [ ص: 254 ] أم سلمة قبل النبي -صلى الله عليه وسلم-، أم المؤمنين. وزيد بن حارثة ، كذا قاله بعضهم، وقال الكرماني : زيد بن الخطاب العدوي من المهاجرين الأولين، شهد المشاهد كلها، والظاهر أن الصواب معه. وعامر بن ربيعة العنزي - بالنون والزاي - أسلم قديما، وشهد بدرا والمشاهد كلها، ومات سنة ثلاث وقيل: خمس وثلاثين. فإن قلت: عد أبي بكر رضي الله تعالى عنه في هؤلاء مشكل جدا؛ لأنه إنما هاجر في صحبة النبي -صلى الله عليه وسلم-. قلت: لا إشكال إلا على قول ابن عمر : إن ذلك كان قبل مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأجاب البيهقي بأنه يحتمل أن يكون سالم استمر يؤمهم بعد أن تحول النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ونزل بدار أبي أيوب قبل بناء مسجده بها، فيحتمل أن يقال: وكان أبو بكر يصلي خلفه إذا جاءه إلى قباء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية