الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1794 حدثنا موسى أبو سلمة حدثنا حماد عن قتادة عن أبي شيخ الهنائي خيوان بن خلدة ممن قرأ على أبي موسى الأشعري من أهل البصرة أن معاوية بن أبي سفيان قال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كذا وكذا وعن ركوب جلود النمور قالوا نعم قال فتعلمون أنه نهى أن يقرن بين الحج والعمرة فقالوا أما هذا فلا فقال أما إنها معهن ولكنكم نسيتم [ ص: 170 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 170 ] ( خيوان ) : بالخاء المعجمة ويقال بالحاء المهملة والهنائي بضم الهاء وتخفيف النون كذا في التقريب ( ممن قرأ ) : القرآن وغير ذلك على أبي موسى الأشعري الصحابي فأبو شيخ يروي عن أبي موسى ومعاوية بن أبي سفيان . ( من أهل البصرة ) : هذه صفة لأبي شيخ أي هو بصري ( جلود النمور ) : جمع نمر بكسر النون وسكون الميم وهو سبع أخبث وأجرأ من الأسد . ( أما هذا ) : أي النهي عن القران ( فقال ) : معاوية ( أما ) : حرف التنبيه ( إنها ) : أي العمرة مع الحج وهو القران ( معهن ) : أي مع هذه الأمور المذكورة في النهي .

                                                                      قال الخطابي : جواز الفرق بين الحج والعمرة إجماع من الأمة ولا يجوز أن يتفقوا على جواز شيء منهي عنه ولم يوافق الصحابة معاوية على هذه الرواية ولم يساعدوه عليها ويشبه أن يكون ذهب في ذلك إلى تأويل قوله حين أمر أصحابه في حجته بالإحلال فشق عليهم - لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي وكان قارنا فيما دلت عليه هذه القصة فحمل معاوية هذا الكلام منه على الهدي انتهى . قال السندي : لم يوافق الصحابة معاوية على هذه الرواية وإن ثبت يحمل على الأفضل لأن الإفراد أفضل من القران [ ص: 171 ] أي على بعض المذاهب انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي مختصرا . وقد اختلف في هذا الحديث اختلافا كثيرا فروي كما ذكرنا وروي عنه عن أبي شيخ عن أخيه حمان ويقال أبو حمان عن معاوية ، وروي عن بيهس بن فهدان عن أبي شيخ عن عبد الله بن عمرو بن بيهس عن أبي شيخ عن معاوية . واختلفوا على يحيى بن أبي كثير فيه فروي عنه عن أبي شيخ عن أخيه وروي عنه عن أبي إسحاق عن حمان وروي عنه حدثني حمران من غير واسطة وسماه حمران انتهى كلامه .




                                                                      الخدمات العلمية