الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          فصل

                                                                                                          ويلزمه ضمان نقصه ، ولو بنبات لحية أمرد أو قطع ذنب حمار ، وعنه : يضمن رقيقا أو بعضه بمقدر ولو شعرا من حر بمقدر [ ص: 503 ] من قيمته كجنايته عليه ، وفيها رواية : بما نقص ، اختارها الخلال وصاحب المغني والترغيب وشيخنا ، وأبو محمد الجوزي ، والمذهب يضمنه مطلقا بقيمته ما بلغت ، ونقل حنبل : لا يبلغ بهادية حر ، وقيل : بأكثرهما ، كغصبه وجنايته عليه ، على الأصح ، وعنه [ في ] عين خيل وبغل وحمار ربع قيمتها ، نصره القاضي وأصحابه ، وخص في الروضة هذه الرواية بعين الفرس ، وأن عين غيرها بما نقص ، وأحمد قاله في عين الدابة ، وكذا قاله عمر ، وإن لم يستقر نقصه كبر ابتل وعفن فقيل : أرشه ، وقيل : بدله ، وخيره في الترغيب ، وخبره في الهداية بين بدله أو يصبر ليستقر فبأخذه وأرشه ( م 16 ) .

                                                                                                          [ ص: 503 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 503 ] مسألة 16 ) قوله : وإن لم يستقر نقصه كبر ابتل وعفن ، فقيل : أرشه ، وقيل : بدله وخيره في الترغيب ، وخيره في الهداية بين بدله أو يصبر ليستقر فيأخذه وأرشه ، انتهى .

                                                                                                          ( أحدهما ) له أرش ما نقص من غير تخيير ، اختاره الشيخ في المغني ، وقدمه في الشرح .

                                                                                                          ( والوجه الثاني ) له بدله كما في الهالك ، قال الحارثي ، وهو قول القاضي وأصحابه : الشريف أبي جعفر وابن عقيل والقاضي يعقوب بن إبراهيم والشيرازي ، وأبي الخطاب في رءوس المسائل ، والشريف الزيدي ، واختاره ابن بكروس ، انتهى .

                                                                                                          [ ص: 504 ] قال في التلخيص : قال القاضي في التعليق الكبير : لصاحبها أن يضمنها النقصان إن كان قد استقر ، وإن لم يستقر وخيف الزيادة في الباقي فله بدله ، كما لو استهلكه ، وكذا قال غيره من الأصحاب .

                                                                                                          ( والوجه الثالث ) يخير بينهما ، قاله في الترغيب .

                                                                                                          ( والوجه الرابع ) يخير بين أخذ مثله وبين تركه حتى يستقر فساده فيأخذه وأرش نقصه ، جزم به في الهداية والمذهب والمستوعب والخلاصة والمقنع وشرح ابن منجى والرعاية الصغرى والحاوي الصغير والفائق وغيرهم ، وقدمه في الرعاية الكبرى والنظم قال الشيخ الموفق : قول أبي الخطاب في الهداية لا بأس به ، انتهى ، ( قلت ) وهو أعدل الأقوال وأصحها .




                                                                                                          الخدمات العلمية