الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن مسلم بن أبي الوضاح ) بتشديد الضاد المعجمة ( عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الله بن السائب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي أربعا بعد أن تزول الشمس قبيل الظهر ) أي : قبل فرضه ففيه إيماء إلى أن الأربع هي سنة الظهر التي واظب عليها - صلى الله عليه وسلم - غالبا وقد قال البيضاوي : هي سنة الظهر التي قبله ( وقال أنها ) أي : ما بعد الزوال وأنث [ ص: 114 ] الضمير لتأنيث الخبر الذي هو ( ساعة تفتح ) بصيغة التأنيث مجهولا ( فيها ) أي : في تلك الساعة ( أبواب السماء ) أي : لنزول الرحمة ، وطلوع الطاعة ( فأحب ) بالفاء ، وفي نسخة صحيحة ، وأحب ( أن يصعد ) بفتح أوله ، ويضم أي : يرفع ( لي فيها عمل صالح ) أي : إلى الله فهو كناية عن قبوله أو إلى محل إجابته من عليين ، ونحوه قال المؤلف : في جامعه هذا حديث حسن غريب ، وروي نحوه أيضا في غير هذا الكتاب ، ولفظه ، أربع قبل الظهر ، وبعد الزوال تحسب بمثلهن في السحر ، وما من شيء إلا يسبح بحمده تلك الساعة ثم قرأ يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون أي : خاضعون صاغرون .

وأبعد ابن حجر حيث قال : وهذه الأربع ورد مستقل سببه انتصاف النهار ، وزوال الشمس ; لأن انتصافه مقابل لانتصاف الليل ، وبعد زوالها يفتح أبواب السماء ، فهو نظير النزول الإلهي المنزه عن الحركة والانتقال ، إذ كل منهما وقت قرب ورحمة انتهى .

وبعده لا يخفى إذ لا يعرف منه - صلى الله عليه وسلم - المداومة على سنة غير سنة الظهر حينئذ ، وقد ثبت أن الإدمان في الحديث بمعنى المواظبة والملازمة ، ولهذا لم يعد أحد من الفقهاء صلاة سنة الزوال لا من السنن المؤكدة ، ولا من المستحبة ، نعم لا منع من الزيادة في العبادة ، لمن أرادها من أرباب الرياضة فمن زاد زاد الله في حسناته .

التالي السابق


الخدمات العلمية