الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6789 70 - حدثنا مسدد، حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حفصة ، عن أم عطية قالت: بايعنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقرأ علينا: " أن لا يشركن بالله شيئا ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة منا يدها فقالت: فلانة أسعدتني وأنا أريد أن أجزيها. فلم يقل شيئا، فذهبت ثم رجعت، فما وفت امرأة إلا أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ - أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                  وعبد الوارث هو ابن سعيد ، وأيوب هو السختياني ، وحفصة هي بنت سيرين أخت محمد بن سيرين ، وأم عطية اسمها نسيبة - بضم النون وفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالباء الموحدة - الأنصارية، وقيل: بفتح النون أيضا، ومر في كتاب الزكاة ما يوهم أنها غير أم عطية حيث قالت: عن أم عطية قالت: بعث إلى نسيبة الأنصارية بشاة. لكن الصحيح أنها هي إياها لا غيرها.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في الجنائز في باب ما ينهى من النوح والبكاء، ولكن هناك عن أيوب عن محمد عن أم عطية .

                                                                                                                                                                                  قوله: (بايعنا) بصيغة المتكلم، وإن صحت الرواية بصيغة الغائب فالمعنى صحيح.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فقبضت امرأة يدها) ، قال الكرماني : فإن قلت: هذا مشعر بأن البيعة لهن كانت أيضا باليد! قلت: لعلهن كن يشرن باليد عند المبايعة بلا مماسة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فلانة) غير منصرف؛ أي: أسعدتني في النياحة (وأنا أريد أن أجزيها) أي: أكافئها بالنياحة، وذهبت لأن تساعدها أو لغيره ورجعت وبايعها، فإن قلت: لم ما قال -صلى الله عليه وسلم- شيئا لها وسكت عنها ولم يزجرها؟ قلت: لعله عرف أنه ليس من جنس النياحات المحرمة، أو ما التفت إلى كلامها حيث بين حكمها لهن، أو كان جوازها من خصائصها، والمفهوم من كلام مسلم أن " فلانة " كناية عن أم عطية الراوية للحديث.

                                                                                                                                                                                  قوله: ( أم سليم ) بضم السين، أم أنس، واسمها مليكة ، وأم العلاء بنت الحارث بن حارثة بن ثعلبة الأنصارية ، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعودها في مرضها، وابنة أبي سبرة - بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة، وهي امرأة معاذ بن جبل .

                                                                                                                                                                                  قوله: (أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ ) شك من الراوي، وقد مر في الجنائز: " فما وفت منا امرأة غير خمس نسوة: أم سليم ، وأم العلاء ، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ ، وامرأتان - أو ابنة أبي سبرة وامرأة معاذ ، وامرأة أخرى " ، وهناك أيضا شك الراوي، وقد حققنا الكلام هناك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية