الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            سورة يونس

            مسألة : في قوله تعالى : ( أمن لا يهدي ) ما أصل هذه الكلمة ، وماضيها وما إعلالها ، وهل إعلالها جار على الأصل ؟

            الجواب : أصل ( يهدي) يهتدي قلبت التاء دالا لتدغم ، فصار يهددي ، ثم سكنت لذلك فنقلت حركتها وهي الفتحة إلى الهاء قبلها ، وأدغمت فصار يهدي ، قال أبو البقاء : ونظير ذلك قوله تعالى : ( يكاد البرق يخطف أبصارهم ) فيمن قرأ بفتح الياء والخاء والطاء المشددة ، قال : فالأصل يختطف قلبت التاء طاء وأدغمت في الطاء ونقلت حركتها إلى الخاء ، وأما الماضي فهدى ، والأصل اهتدى قلبت التاء دالا فصار اهددى ونقلت حركتها إلى الهاء فاستغني عن همزة الوصل فحذفت وأدغمت الدال في الدال فصارت هدى ، وهذا الإعلال جار على الأصل وليس بخارج عن القياس كما نص عليه علماء التصريف ، فإن فاء الافتعال تدغم في أحرف معروفة منها الدال ، وقد مثل لذلك الجاربردي بقراءة ( مردفين ) والأصل مرتدفين ، قلبت التاء دالا فصار مرددفين ثم نقلت حركة الدال إلى الراء وأدغمت في الثانية .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية