الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6991 56 - حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يصعقون يوم القيامة، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، وقال الماجشون: عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فأكون أول من بعث، فإذا موسى آخذ بالعرش.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "العرش" في الموضعين.

                                                                                                                                                                                  وسفيان هو الثوري، وعمرو بن يحيى يروي عن أبيه يحيى بن عمارة المازني الأنصاري، وأبو سعيد اسمه سعد بن مالك.

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في كتاب الأنبياء - عليهم السلام - في باب قول الله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة بعين هذا الإسناد والمتن، وفيه زيادة وهي: فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يصعقون" كذا في بعض النسخ، وفي بعضها: "الناس يصعقون" كما في الباب المذكور، وهو الصحيح، والظاهر أن لفظ الناس سقط من الكاتب.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال الماجشون" بفتح الجيم وضمها وكسرها، وهو معرب ماهكون يعني شبيه القمر، وقيل: شبيه الورد، وهو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ميمون المدني، وهذا اللقب قد يستعمل أيضا لأكثر أقاربه، وعبد الله بن الفضل بسكون الضاد المعجمة الهاشمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله تعالى عنه - وقال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف وتبعه جماعة من المحدثين: إنما روى الماجشون هذا عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج لا عن أبي سلمة، وقالوا: البخاري وهم في هذا حيث قال عن أبي سلمة، وأجيب عن هذا بأن لعبد الله بن الفضل في هذا الحديث شيخين، والدليل عليه أن أبا داود الطيالسي أخرج في مسنده عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة طرفا من هذا الحديث، وبهذا يرد أيضا على من قال: إن البخاري جزم بهذه الرواية وهي وهم، قلت: إنما جزم بناء على الجواب المذكور، فلذلك قال: قال الماجشون، وإلا فعادته إذا كان مثل هذا غير مجزوم عنده يذكره بصيغة التمريض، فافهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية