الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [ 27 ] تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب

                                                                                                                                                                                                                                      تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل أي : تدخل أحدهما في الآخر ، إما بالتعقيب أو بالزيادة والنقص : وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي كالحيوان من النطف والنطف منه ، والبيض من الطير وعكسه . وقيل : إخراج المؤمن من الكافر وبالعكس . قال القفال : والكلمة محتملة للكل ، أما الكفر والإيمان فقال تعالى : أومن كان ميتا فأحييناه يريد : كان كافرا فهديناه ، فجعل الموت كفرا والحياة إيمانا ، وسمى إخراج النبات من الأرض إحياء ، وجعلها قبل ذلك ميتة ، فقال : يحيي الأرض بعد موتها وقال : فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها وقال : كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون وترزق من تشاء بغير حساب أي : رزقا واسعا غير محدود .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 822 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية