الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1852 حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله التيمي عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري عن أبي قتادة أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه قال فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا فسألهم رمحه فأبوا فأخذه ثم شد على الحمار فقتله فأكل منه بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بعضهم فلما أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن ذلك فقال إنما هي طعمة أطعمكموها الله تعالى

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( تخلف ) : أي تأخر أبو قتادة ( مع أصحاب له ) : أي لأبي قتادة ( وهو ) : أي أبو قتادة ( أن يناولوه ) : أي يعطوه ( فأبوا ) : أن يعاونوه ( ثم شد ) : أي حمل عليه ( فلما أدركوا ) : أي لحقوا ( سألوه عن ذلك ) : هل يجوز أكله أم لا ، والحديث فيه فوائد منها : أنه يحل للمحرم لحم ما يصيده الحلال إذا لم يكن صاده لأجله ولم يقع منه إعانة له ، ومنها أن مجرد محبة المحرم أن يقع من الحلال الصيد فيأكل منه غير قادحة في إحرامه ولا في حل الأكل منه ، ومنهما أن عقر الصيد ذكاته ، ومنها جواز الاجتهاد في زمن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وبالقرب منه .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، ووقع في البخاري ومسلم أنه أكل منه وأخرجه الدارقطني في سننه من حديث معمر بن راشد [ ص: 239 ] وفيه : وإني إنما اصطدته لك فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فأكلوا ولم يأكل حين أخبرته أني اصطدته له . قال الدارقطني : قال أبو بكر يعني : النيسابوري قوله : " اصطدته لك " ، وقوله : " ولم يأكل منه " لا أعلم أحدا ذكره في هذا الحديث غير معمر . وقال غيره هي لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه ، هذا آخر كلامه ، وقد تقدم في الصحيحين أنه أكل منه .




                                                                      الخدمات العلمية