الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون .

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف في المصلين الذين توجه إليهم الوعيد بالويل هنا .

                                                                                                                                                                                                                                      والجمهور : على أنهم الذين يسهون عن أدائها ، ويتساهلون في أمر المحافظة عليها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : عن الخشوع فيها وتدبر معانيها .

                                                                                                                                                                                                                                      ولكن الصحيح أنه الأول .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد جاء عن عطاء وعن ابن عباس أنهما قالا : الحمد لله الذي قال عن صلاتهم ، ولم يقل في صلاتهم ، كما أن السهو في الصلاة لم يسلم منه أحد ، حتى أنه وقع من النبي صلى الله عليه وسلم لما سلم من ركعتين في الظهر كما هو معلوم من حديث ذي اليدين ، وقال : " إني لا أنسى ، ولكني أنسى لأسن " فكيف ينسيه الله ليسن للناس أحكام السهو ، ويقع الناس في السهو بدون عمد منهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد قال صلى الله عليه وسلم : " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه " [ ص: 116 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وقد عقد الفقهاء باب سجود السهو تصحيحا لذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      لذلك بقي من المراد بـ " الذين هم عن صلاتهم ساهون " .

                                                                                                                                                                                                                                      قيل : نزلت في أشخاص بأعيانهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : في كل من أخر الصلاة عن أول وقتها ، أو عن وقتها كله ، إلى غير ذلك ، أو عن أدائها في المساجد وفي الجماعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : في المنافقين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية