الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن شانئك هو الأبتر [ 3 ] . قال البخاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : " شانئك " : عدوك ا هـ .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 131 ] والأبتر : هو الأقطع الذي لا عقب له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنشد أبو حيان ، قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      لئيم بدت في أنفه خنزوانة على قطع ذي القربى أجذ أباتر



                                                                                                                                                                                                                                      وقال : " شانئك " : مبغضك .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذه الآية يخبر سبحانه وتعالى : أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقطع .

                                                                                                                                                                                                                                      فقيل : نزلت في العاص بن وائل .

                                                                                                                                                                                                                                      قال لقريش : دعوه ، فإنه أبتر لا عقب له ، إذا مات استرحتم ، فأنزلها الله تعالى ردا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد جاء مصداقها بالفعل في قوله تعالى : في غزوة بدر في قوله تعالى : ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين [ 8 \ 7 ] فقتل صناديد قريش ، وصدق الوعيد فيهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومثله عموم قوله تعالى : فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين [ 6 \ 45 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وجاء : تبت يدا أبي لهب وتب [ 111 \ 1 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      فهي في معناها أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                      وبقي ذكر رسول صلى الله عليه وسلم في عقبه من آل بيته ، وفي أمته كلها .

                                                                                                                                                                                                                                      كما تقدم في قوله تعالى : ورفعنا لك ذكرك [ 94 \ 4 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية