الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر وفاة البهلوان وملك أخيه قزل

في هذه السنة ، في أولها ، توفي البهلوان محمد بن إيلدكز ، صاحب بلد الجبل والري وأصفهان وأذربيجان وأرانية وغيرها من البلاد ، وكان عادلا ، حسن السيرة ، عاقلا ، حليما ، ذا سياسة حسنة للملك ، وكانت تلك البلاد في أيامه آمنة والرعايا مطمئنة .

فلما مات جرى بأصفهان بين الشافعية والحنفية من الحروب والقتل والإحراق والنهب ما يجل عن الوصف ، وكان قاضي البلد رأس الحنفية ، وابن الخجندي رأس الشافعية ، وكان بمدينة الري أيضا فتنة عظيمة بين السنة والشيعة ، وتفرق أهلها ، وقتل منهم ، وخربت المدينة وغيرها من البلاد .

ولما مات البهلوان ملك أخوه قزل أرسلان واسمه عثمان ، وكان السلطان طغرل بن أرسلان بن طغرل بن محمد بن ملكشاه مع البهلوان ، والخطبة له في البلاد بالسلطنة ، وليس له من الأمر شيء ، وإنما البلاد والأمراء والأموال بحكم البهلوان .

فلما مات البهلوان خرج طغرل عن حكم قزل ، ولحق به جماعة من الأمراء والجند ، فاستولى على بعض البلاد ، وجرت بينه وبين قزل حروب نذكرها إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية