الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الغارة على بلد عكا

أرسل صلاح الدين إلى ولده الأفضل يأمره أن يرسل قطعة صالحة من الجيش إلى بلد عكا ينهبونه ويخربونه ، فسير مظفر الدين كوكبري بن زين الدين ، وهو صاحب حران والرها ، وأضاف إليه قايماز النجمي ودلدرم الياروقي - وهما من أكابر الأمراء - وغيرهما فساروا ليلا ، وصبحوا صفورية أواخر صفر .

فخرج إليهم الفرنج في جمع من الداوية والاسبتارية وغيرهما ، فالتقوا هناك ، وجرت بينهم حرب تشيب لها المفارق السود .

ثم أنزل الله تعالى نصره على المسلمين ، فانهزم الفرنج ، وقتل منهم جماعة ، وأسر الباقون ، وفيمن قتل مقدم الاسبتارية ، وكان من فرسان الفرنج‌ المشهورين ، وله الكنايات العظيمة في المسلمين ، ونهب المسلمون ما جاورهم من البلاد ، وغنموا وسبوا ، وعادوا سالمين ، وكان عودهم على طبرية ، وبها القمص ، فلم ينكر ذلك ، فكان فتحا كثيرا ، فإن الداوية والاسبتارية هم جمرة الفرنج ، وسيرت البشائر إلى البلاد بذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية