الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            بقي في الآية سؤالات :

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الأول : ذكر في سورة البقرة : ( يذبحون ) [ البقرة : 49 ] وفي سورة الأعراف : ( يقتلون ) [ الأعراف : 141 ] وههنا ( ويذبحون ) مع الواو فما الفرق ؟

                                                                                                                                                                                                                                            والجواب : قال تعالى في سورة البقرة : ( يذبحون ) بغير واو لأنه تفسير لقوله : ( سوء العذاب ) وفي التفسير لا يحسن ذكر الواو ، تقول : أتاني القوم زيد وعمرو . لأنك أردت أن تفسر القوم بهما ، ومثله قوله تعالى : ( ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب ) [ الفرقان : 68-69 ] فالأثام لما صار مفسرا بمضاعفة العذاب لا جرم حذف عنه الواو . أما في هذه السورة فقد أدخل الواو فيه ؛ لأن المعنى أنهم يعذبونهم بغير التذبيح وبالتذبيح أيضا فقوله : ( ويذبحون ) نوع آخر من العذاب لا أنه تفسير لما قبله .

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الثاني : كيف كان فعل آل فرعون بلاء من ربهم ؟

                                                                                                                                                                                                                                            والجواب من وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : أن تمكين الله إياهم حتى فعلوا ما فعلوا كان بلاء من الله .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : وهو أن ذلك إشارة إلى الإنجاء ، وهو بلاء عظيم ، والبلاء هو الابتلاء ، وذلك قد يكون بالنعمة تارة ، وبالمحنة أخرى ، قال تعالى : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) [ الأنبياء : 35 ] وهذا الوجه أولى لأنه يوافق صدر الآية وهو قوله تعالى : ( وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم ) .

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الثالث : هب أن تذبيح الأبناء كان بلاء ، أما استحياء النساء كيف يكون بلاء ؟

                                                                                                                                                                                                                                            الجواب : كانوا يستخدمونهن بالاستحياء في الخلاص منه نعمة ، وأيضا إبقاؤهن منفردات عن الرجال فيه أعظم المضار .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية