الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4300 باب: طيب عرق النبي، صلى الله عليه وآله وسلم

                                                                                                                              وذكره النووي، في (الباب المتقدم).

                                                                                                                              (حديث الباب) وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 86، 87 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أنس بن مالك قال دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها؛ فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في [ ص: 104 ] طيبنا وهو من أطيب الطيب ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: دخل علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فقال). أي: نام للقيلولة (عندنا، فعرق. وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسل العرق). أي: تمسحه وتتبعه بالمسح (فيها). أي: في القارورة.

                                                                                                                              (فاستيقظ النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، فقال: "يا أم سليم! ما هذا الذي تصنعين؟" قالت: هذا عرقك، نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب).

                                                                                                                              فيه: بيان طيب عرقه، صلى الله عليه وآله وسلم. ولا ريب أنه كان أطيب الطيب كله. لا يعادل عرقه الشريف طيب، كائنا ما كان. وفي أي مكان كان.

                                                                                                                              بطيب رسول الله طاب نسيمها فما المسك والكافور والمندل الرطب



                                                                                                                              وفي حديث "وائل بن حجر"، عند الطبراني، والبيهقي: "لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم - أو [ ص: 105 ] يمس جلده جلدي - فأتعرفه بعد في يدي، وإنه لأطيب رائحة من المسك". وفي حديثه عند أحمد: "أتي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: بدلو من ماء، فشرب منه، ثم مج في الدلو في البئر، ففاح منها: مثل ريح المسك".

                                                                                                                              وروى أبو يعلى والبزار: بإسناد صحيح، عن أنس؛ "كان رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذا مر في طريق، من طرق المدينة: وجد منه رائحة المسك، فيقال: مر رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم".

                                                                                                                              وأخرج أبو يعلى، والطبراني، من حديث أبي هريرة: قصة الذي استعان به، صلى الله عليه وآله وسلم؛ على تجهيز ابنته، فلم يكن عنده شيء، فاستدعى بقارورة: فسلت له فيها من عرقه، وقال: "مرها فلتطيب به"، فكانت إذا تطيبت به: شم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب. فسموا: "بيت المطيبين". كذا في الفتح.




                                                                                                                              الخدمات العلمية