الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر سمع الإقامة وهو بالبقيع فأسرع المشي إلى المسجد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          158 155 - ( مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر سمع الإقامة وهو بالبقيع فأسرع المشي إلى المسجد ) بدون جري ; لأن الإسراع المنهي عنه بقوله - صلى الله عليه وسلم - : " فلا تأتوها وأنتم تسعون " هو الجري ; لأنه ينافي الوقار المشروع في الصلاة وفي قصدها ، وأما ما لا ينافي الوقار فجائز ، [ ص: 284 ] وكذا قول مالك بجواز تحريك الفرس لمن سمع الأذان ليدرك الصلاة يريد تحريكه للإسراع في المشي دون جري ولا خروج عن حد الوقار قاله الباجي .

                                                                                                          وقال ابن عبد البر : الواجب أن يأتي الصلاة بالسكينة خاف فواتها أو لم يخف لأمره - صلى الله عليه وسلم - بذلك وهو الحجة ، قال : وقال بعض أصحابنا : إن ابن عمر لم يزد على مشيه المعهود ; لأن الإسراع كان عادته لبعده من الزهو ، وليس ببين لأن نافعا مولاه قد عرف مشيه ثم أخبر أنه لما سمع الإقامة أسرع ، ولا يخالفه قول محمد بن زيد : كان ابن عمر إذا مشى إلى الصلاة لو مشت معه نملة ما سبقها لأنه في حال لا يخاف فيها فوات شيء من الصلاة وهي أغلب أحواله انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية