الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1303 - علة ذهاب بصر يعقوب عليه السلام ومصابه

                                                                                            3381 - حدثنا الشيخ أبو الوليد الفقيه ، ثنا هشام بن بشر ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، عن حفص بن عمر بن الزبير ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " كان ليعقوب النبي عليه السلام أخ مؤاخيا في الله ، فقال ذات يوم : يا يعقوب ما الذي أذهب بصرك ؟ وما الذي قوس ظهرك ؟ فقال : أما الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف ، وأما الذي قوس ظهري فالحزن على ابني بنيامين قال : فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب ، إن الله يقرئك السلام ، ويقول لك أما تستحيي تشكوني إلى غيري ؟ قال : فقال يعقوب : إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله . قال : [ ص: 89 ] فقال جبريل : أعلم ما تشكو يا يعقوب . قال : ثم قال يعقوب : أي رب ، أما ترحم الشيخ الكبير ، أذهبت بصري ، وقوست ظهري ، فاردد علي ريحانتي أشمه شما قبل الموت ، ثم اصنع بي ما أردت . قال : فأتاه جبريل فقال : إن الله يقرئك السلام ، ويقول لك أبشر ، وليفرح قلبك ، فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما ، فاصنع طعاما للمساكين ، فإن أحب عبادي إلي الأنبياء ، والمساكين ، أتدري لم أذهبت بصرك ، وقوست ظهرك ، وصنع إخوة يوسف به ما صنعوا ؟ إنكم ذبحتم شاة ، فأتاكم مسكين يتيم ، وهو صائم ، فلم تطعموه منه شيئا . قال : فكان يعقوب بعدها إذا أراد الغداء أمر مناديا فنادى ألا من أراد الغداء من المساكين ، فليتغد مع يعقوب وإذا كان صائما أمر مناديا ، فنادى ألا من كان صائما من المساكين فليفطر مع يعقوب " .

                                                                                            قال الحاكم : هكذا في سماعي بخط يد حفص بن عمر بن الزبير وأظن الزبير وهما من الراوي فإنه حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ابن أخي أنس بن مالك فإن كان كذلك فالحديث صحيح ، وقد أخرج الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي هذا الحديث في التفسير مرسلا . أخبرناه أبو زكريا العنبري ، ثنا محمد بن عبد السلام ، ثنا إسحاق ، أنبأ عمرو بن محمد ، ثنا زافر بن سليمان ، عن يحيى بن عبد الملك ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " كان ليعقوب أخ مؤاخيا " ، فذكر الحديث بنحوه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية