الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3836 ) فصل : ولو أقر لرجل بعبد ، ثم جاءه به ، فقال : هذا الذي أقررت به . فقال : ليس هو هذا ، [ ص: 97 ] إنما هو آخر . فعلى المقر اليمين أنه ليس له عنده سواه ، ولا يلزمه تسليم هذا إلى المقر له ; لأنه لا يدعيه . وإن قال : هذا لي ، ولي عندك آخر . سلم إليه هذا ، وحلف له على نفي الآخر . وكل من أقر لرجل بملك ، فكذبه ، بطل إقراره ; لأنه لا يثبت للإنسان ملك لا يعترف به . وفي المال وجهان ; أحدهما ، يترك في يد المقر ; لأنه كان محكوما له به ، فإذا بطل إقراره بقي على ما كان عليه .

                                                                                                                                            والثاني ، يؤخذ إلى بيت المال ; لأنه لم يثبت له مالك . وقيل : يؤخذ فيحفظ حتى يظهر مالكه ; لأنه لا يدعيه أحد . ومذهب الشافعي مثل هذا . فإن عاد أحدهما فكذب نفسه ، دفع إليه ; لأنه يدعيه ، ولا منازع له فيه ، وإن كذب كل واحد منهما ، نفسه ، فرجع المقر عن إقراره ، وادعاه المقر له ، فإن كان باقيا في يد المقر ، فالقول قوله مع يمينه ، كما لو لم يقر به لغيره ، وإن كان معدوما بتلف أو إباق ونحوه ، بغير تعد من أحدهما ، فلا شيء فيه من يمين ولا غيرها ، وإن كان بتعد من أحدهما ، فالقول فيه قول المقر مع يمينه ، كما لو كان باقيا .

                                                                                                                                            فإذا حلف ، سقط عنه الضمان ، وإن كان تلفه . بتعديه ، ووجب له الضمان على الآخر ، إن كان تلفه بتعد منه ، والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية