الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر حج أبي بكر - رضي الله عنه -

وفيها حج أبو بكر بالناس ومعه عشرون بدنة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولنفسه خمس بدنات ، وكان في ثلاثمائة رجل ، فلما كان بذي الحليفة أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أثره عليا ، وأمره بقراءة سورة " براءة " على المشركين ، فعاد أبو بكر وقال : يا رسول الله ، أنزل في شيء ؟ قال : لا ، ولكن لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني ، ألا ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار وصاحبي على الحوض ؟ قال : بلى ، فسار أبو بكر أميرا على الموسم ، فأقام الناس الحج ، وحجت العرب الكفار على عادتهم في الجاهلية ، وعلي يؤذن بـ " براءة " ، فنادى يوم الأضحى : لا يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد ؛ فأجله إلى مدته . ورجع المشركون ، فلام بعضهم بعضا وقالوا : ما تصنعون وقد أسلمت قريش ؟ فأسلموا .

وفي هذه السنة فرضت الصدقات ، وفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها عماله .

وفيها في شعبان توفيت أم كلثوم بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي زوج عثمان بن عفان ، وغسلتها أسماء بنت عميس ، وصفية بنت عبد المطلب ، وقيل : غسلتها نسوة من الأنصار ، منهن أم عطية ، وصلى عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل في حفرتها أبو طلحة .

وفيها مات عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين ، وكان ابتداء مرضه في شوال ، فلما توفي جاء ابنه عبد الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله قميصه ، فأعطاه فكفنه فيه ، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي عليه ، فقام عمر في صدره وقال : يا رسول الله ، أتصلي عليه وقد قال يوم كذا كذا وكذا ؟ يعدد أيامه ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبسم ثم قال : أخر عني عمر ، قد خيرت فاخترت ، قد قيل لي : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم [ ص: 157 ] ولو علمت أن لو زدت على السبعين غفر لهم لزدت ، ثم صلى عليه ، وقام على قبره حتى فرغ منه ، فأنزل الله - تعالى : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره الآية .

وفيها نعى النبي - صلى الله عليه وسلم - النجاشي للمسلمين ، وكان موته في رجب سنة تسع ، وصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

[ الوفيات ]

وفيها توفي أبو عامر الراهب عند النجاشي .

التالي السابق


الخدمات العلمية