الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                              قوله تعالى كلا إذا دكت الأرض دكا دكا (21) وجاء ربك والملك صفا صفا (22) وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له [ ص: 569 ] الذكرى (23) يقول يا ليتني قدمت لحياتي .

                                                                                                                                                                                              قال الله عز وجل: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي وقال تعالى: فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى

                                                                                                                                                                                              قال الربيع بن أنس في قوله: وبرزت الجحيم لمن يرى قال: كشف عنها غطاؤها .

                                                                                                                                                                                              وقال تعالى: كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين

                                                                                                                                                                                              وروى العلاء بن خالد الكاهلي، عن أبي وائل، عن ابن مسعود ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يؤتى يومئذ بجهنم لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" خرجه مسلم من طريق حفص بن غياث، عن العلاء به . وخرجه الترمذي من طريق سفيان عن العلاء موقوفا على ابن مسعود ، ورجح وقفه العقيلي والدارقطني . وخرج ابن أبي حاتم من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية . عن أبي سعيد الخدري ، قال: لما نزلت هذه الآية: وجيء يومئذ بجهنم تغير لون النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرف ذلك في وجهه حتى اشتد ذلك على أصحابه، فسألوه فقال: "إنه جاءني جبريل فأقرأني هذه الآية " قال: "كيف يجاء [ ص: 570 ] بها؟ قال: يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام تشرد مرة، لو تركت لأحرقت أهل الجمع ومن عليه، ثم تعرض جهنم فتقول: ما لي وما لك يا محمد، لقد حرم الله لحمك علي، فلا يبقى أحد إلا قال: نفسي نفسي، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - يقول: أمتي أمتي " الوصافي شيخ صالح لا يحفظ فكثرت المناكير في حديثه .

                                                                                                                                                                                              وخرج أبو يعلى الموصلي من حديث أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا جمع الله الناس في صعيد واحد، يوم القيامة أقبلت النار . يركب بعضها بعضا، وخزنتها يكفونها، وهي تقول: وعزة ربي لتخلن بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقا واحدا، فيقولون: من أزواجك؟ فتقول: كل متكبر جبار" .

                                                                                                                                                                                              وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث الأعمش عن أبي صالح ، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يخرج يوم القيامة عنق من النار لها عينان تبصران . وأذنان تسمعان، ولسان ينطق، تقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين " وصححه الترمذي وقد قيل: إنه ليس بمحفوظ بهذا الإسناد، وإنما يرويه الأعمش عن عطية عن أبي سعيد ، فقد روى الأعمش وغير واحد عن أبي سعيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يخرج عنق من النار يتكلم، يقول: وكلت اليوم بثلاثة: بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس، فتنطوي عليهم فتقذفهم في غمرات جهنم " خرجه الإمام أحمد ، وخرجه البزار ، ولفظه: "يخرج عنق من النار يتكلم بلسان طلق ذلق، [ ص: 571 ] لها عينان تبصر بهما، ولها لسان تتكلم به، فتقول: إني أمرت بمن جعل مع الله إلها آخر، وبكل جبار عنيد، وبكل من قتل نفسا بغير نفس، فتنطلق بهم قبل سائر الناس بخمسمائة عام " وقد روي عن عطية عن أبي سعيد موقوفا . وروى ابن لهيعة ، عن خالد بن أبي عمران ، عن القاسم ، عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يخرج عنق من النار، فتنطوي عليهم وتتغيظ عليهم، ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة، وكلت بمن دعا مع الله إلها آخر، ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكلت بكل جبار عنيد، فتنطوي عليهم، فتطرحهم في غمرات جهنم " خرجه الإمام أحمد .

                                                                                                                                                                                              وروي عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يخرج عنق من النار فيظل الخلائق كلهم، فيقول: أمرت بكل جبار عنيد، ومن زعم أنه عزيز كريم ومن دعا مع الله إلها آخر" . ورواه أبو المنهال سيار بن سلامة عن شهر بن حوشب عن ابن عباس موقوفا، قال: إذا كان يوم القيامة خرج عنق من النار فأشرفت على الخلائق لها عينان تبصران ولسان فصيح تقول: إني وكلت بكل جبار عنيد . فتلقطهم من الصفوف فتحبسهم في نار جهنم، ثم تخرج ثانيا فتقول: إني وكلت بمن آذى الله ورسوله فتلقطهم من الصفوف فتحبسهم في نار جهنم . ثم تخرج ثالثة، قال أبو المنهال : أحسب أنها قالت: إني وكلت اليوم بأصحاب التصاوير فتلقطهم من الصفوف فتحبسهم في نار جهنم .

                                                                                                                                                                                              وفي حديث الصور الطويل الذي خرجه إسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي وغيرهما بإسناد فيه ضعف عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثم يأمر [ ص: 572 ] الله تعالى جهنم فيخرج منها عنق ساطعة مظلمة فيقول: وامتازوا اليوم أيها المجرمون إلى قوله: أفلم تكونوا تعقلون " .

                                                                                                                                                                                              وخرج ابن أبي الدنيا من طريق الشعبي ، عن أبي هريرة ، قال: "يؤتى بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام آخذ بكل زمام سبعون ألف ملك، وهي تمايل عليهم حتى توقف عن يمين العرش، ويلقي الله عليها الذل يومئذ، فيوحي الله إليها ما هذا الذل؟ فتقول: يا رب أخاف أن يكون لك في نقمة، فيوحي الله إليها: إنما خلقتك نقمة وليس لي فيك نقمة، ويوحي الله إليها فتزفر زفرة لا تبقي دمعة في عين إلا جرت، ثم تزفر أخرى فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق، إلا نبيكم نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يارب أمتي أمتي" . وروى عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده عن أبي عبد الله الجدلي، عن عبادة بن الصامت وكعب قالا: يخرج عنق من النار فيقول: أمرت بثلاثة: بمن جعل مع الله إلها آخر، وبكل جبار عنيد، وبكل معتد، ألا إني أعرف بالرجل من الوالد بولده والمولود بوالده .

                                                                                                                                                                                              * * *

                                                                                                                                                                                              [قال البخاري ] : حدثنا أبو اليمان: نا شعيب، عن الزهري : أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس قالوا: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: "هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب " قالوا: لا يا رسول الله، قال: "هل تمارون في رؤية [ ص: 573 ] الشمس ليس دونها سحاب؟ " قالوا: لا . قال: "فإنكم ترونه كذلك، يحشر الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله عز وجل فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم، ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟! قالوا: نعم . قال: "فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يوبق بعمله، ومنهم من يخردل، ثم ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار، أمر الله عز وجل الملائكة أن يخرجوا من النار من كان يعبد الله، فيخرجوهم ويعرفونهم بآثار السجود . وحرم الله عز وجل على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود، فيخرجون من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل " . وفي الحديث: دليل على أن المشركين الذين كانوا يعبدون في الدنيا من دون الله آلهة يتبعون آلهتهم التي كانوا يعبدون يوم القيامة، فيوردونهم النار . كما قال تعالى في حق فرعون: يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار ويبقى من كان يعبد الله وحده ظاهرا، مؤمنا كان أو منافقا، فهؤلاء [ ص: 574 ] ينظرون من كانوا يعبدونه في الدنيا، وهو الله وحده لا شريك له . ففي هذا الحديث: أن الله يأتيهم أول مرة فلا يعرفونه، ثم يأتيهم في المرة الثانية فيعرفونه . وقد دل القرآن على ما دل عليه هذا الحديث في مواضع، كقوله هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقال: هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك وقال: وجاء ربك والملك صفا صفا ولم يتأول الصحابة ولا التابعون شيئا من ذلك، ولا أخرجوه عن مدلوله . بل روي عنهم ما يدل على تقريره والإيمان به وإمراره كما جاء . وقد روي عن الإمام أحمد ، أنه قال في مجيئه: هو مجيء أمره . وهذا مما تفرد به حنبل عنه . فمن أصحابنا من قال: وهم حنبل فيما روى، وهو خلاف مذهبه المعروف المتواتر عنه .

                                                                                                                                                                                              وكان أبو بكر الخلال وصاحبه لا يثبتان بما تفرد به حنبل ، عن أحمد رواية . ومن متأخريهم من قال: هو رواية عنه، بتأويل كل ما كان من جنس المجيء والإتيان ونحوهما .

                                                                                                                                                                                              ومنهم من قال: إنما قال ذلك إلزاما لمن ناظره في القرآن، فإنهم استدلوا [ ص: 575 ] على خلقه بمجيء القرآن، فقال: إنما يجيء ثوابه، كقوله: وجاء ربك أي: كما تقولون أنتم في مجيء الله أنه مجيء أمر . وهذا أصح المسالك في هذا المروي .

                                                                                                                                                                                              وأصحابنا في هذا على ثلاث فرق: فمنهم من يثبت المجيء والإتيان، ويصرح بلوازم ذلك في المخلوقات . وربما ذكروه عن أحمد من وجوه لا تصح أسانيدها عنه .

                                                                                                                                                                                              ومنهم من يتأول ذلك على مجيء أمره . ومنهم من يقر ذلك، ويمره كما جاء، ولا يفسره، ويقول: هو مجيء وإتيان يليق بجلال الله وعظمته سبحانه .

                                                                                                                                                                                              وهذا هو الصحيح عن أحمد ، ومن قبله من السلف، وهو قول إسحاق وغيره من الأئمة . وكان السلف ينسبون تأويل هذه الآيات والأحاديث الصحيحة إلى الجهمية .

                                                                                                                                                                                              لأن جهما وأصحابه أول من اشتهر عنهم أن الله تعالى منزه عما دلت عليه هذه النصوص بأدلة العقول التي سموها أدلة قطعية هي المحكمات . وجعلوا ألفاظ الكتاب والسنة هي المتشابهات، فعرضوا ما فيها على تلك الخيالات، فقبلوا ما دلت على ثبوته بزعمهم، وردوا ما دلت على نفيه بزعمهم، ووافقهم على ذلك سائر طوائف أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم . وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه وتجسيم وضلال . واشتقوا من ذلك لمن آمن بما أنزل الله على رسوله أسماء ما أنزل الله بها من [ ص: 576 ] سلطان، بل هي افتراء على الله، ينفرون بها عن الإيمان بالله ورسوله . وزعموا أن ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك - مع كثرته وانتشاره - من باب التوسع والتجوز، وأنه يحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدح في الشريعة المحكمة المطهرة، وهو من جنس حمل الباطنية نصوص الإخبار عن الغيوب كالمعاد والجنة والنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملهم نصوص الأمر والنهي على مثل ذلك، وهذا كله مروق عن دين الإسلام . ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام وحذروا عنه، إلا خوفا من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيين ذلك وتحذير الأمة منه " فإن ذلك من تمام نصيحة المسلمين، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالأحكام العملية ويدعون نصيحتهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل .

                                                                                                                                                                                              قال أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي: سمعت عبد الرحمن بن محمد بن جابر السلمي يقول: سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه يقول: جاء رجل إلى المزني يسأله عن شيء من الكلام، فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه، كما نهى عنه الشافعي ; فإني سمعت الشافعي يقول: سئل الليث عن الكلام والتوحيد، فقال مالك : محال أن يظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد، فالتوحيد ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم " [ ص: 577 ] فما عصم الدم والمال فهو حقيقة التوحيد . انتهى .

                                                                                                                                                                                              وقد صح عن ابن عباس أنه أنكر على من استنكر شيئا من هذه النصوص، وزعم أن الله منزه عما تدل عليه .

                                                                                                                                                                                              فروى عبد الرزاق في "كتابه " عن معمر ، عن ابن طاووس ، عن أبيه . قال: سمعت رجلا يحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة : "تحاجت الجنة والنار"، وفيه: "فلا تمتلئ حتى يضع رجله " - أو قال: "قدمه فيها" قال: فقام رجل فانتفض، فقال ابن عباس : ما فرق هؤلاء، يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه .

                                                                                                                                                                                              وخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده " عن عبد الرزاق . ولو كان لذلك عنده تأويل لذكره للناس ولم يسعه كتمانه . وقد قابل هؤلاء المتكلمين طوائف آخرون، فتكلموا في تقرير هذه النصوص بأدلة عقلية، وردوا على النفاة، ووسعوا القول في ذلك، وبينوا أن لازم النفي التعطيل المحض .

                                                                                                                                                                                              وأما طريقة أئمة أهل الحديث وسلف الأمة: فهي الكف عن الكلام في ذلك من الطرفين، وإقرار النصوص، وإمرارها كما جاءت، ونفي الكيفية عنها والتمثيل .

                                                                                                                                                                                              وقد قال الخطابي في "الأعلام": مذهب السلف في أحاديث الصفات: الإيمان، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها . [ ص: 578 ] ومن قال: الظاهر منها غير مراد، قيل له: الظاهر ظاهران: ظاهر يليق بالمخلوقين ويختص بهم، فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام . فهو مراد، ونفيه تعطيل .

                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية