الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 268 ] الأول : في تقسيم الدلالة : وقد اختلف فيها ، فالصحيح أنها كون اللفظ بحيث إذا أطلق فهم منه المعنى من كان عالما بوضعه له . وقال ابن سينا : إنها نفس الفهم ، ورد بأن الدلالة نسبة مخصوصة بين اللفظ والمعنى .

                                                      ومعناها موجبيته تخيل اللفظ لفهم المعنى ، ولهذا يصح تعليل فهم المعنى من اللفظ بدلالة اللفظ عليه ، والعلة غير المعلول ، فإذا كانت الدلالة غير فهم المعنى من اللفظ لم يجز تفسيرها به .

                                                      وأجيب : بأن التعليل قد يكون مع الاتحاد كما في كل حد مع محدوده نحو هذا إنسان لأنه حيوان ناطق .

                                                      ورجح آخرون التفسير الثاني بأن اللفظ إذا دار بين مخاطبين ، وحصل فهم السامع منه قيل : هو لفظ ذلك ، وإن لم يحصل قيل : ليس بذلك ، فقد دار لفظ الدلالة مع الفهم وجودا وعدما ، فدل على أنه مسمى الدلالة . ويتلخص من هذا الخلاف خلاف آخر في أن ، الدلالة صفة للسامع أو اللفظ ؟ والصحيح الثاني . وينبغي أن يحمل كلام ابن سينا على أن مراده بالفهم الإفهام ، ولا يبقى خلاف ، والفرق بينهما : أن الفهم صفة السامع ، [ ص: 269 ] والإفهام صفة المتكلم ، أو صفة اللفظ على سبيل المجاز ، وهذه دلالة بالقوة . أما الدلالة بالفعل فهي إفادته المعنى الموضوع له .

                                                      وشرط بعضهم فيه شروطا ثلاثة : أن لا يبتدئه بما يخالفه ، ولا يختمه بما يخالفه ، وأن يصدر عن قصد فلا اعتبار بكلام الساهي النائم ، والقصد من هذا : أن يجعل سكوت المتكلم على كلامه كالجزء من اللفظ ، ويلتحق بالقرائن اللفظية ، وهي على القولين غير الدلالة باللفظ ، لأن الدلالة باللفظ هي الاستدلال به ، هو استعماله في المعنى المراد ، فهو صفة المتكلم ، والدلالة صفة اللفظ أو السامع ، وقد أطنب القرافي في الفرق بينهما بما حاصله هذا .

                                                      وهي تنقسم إلى لفظية وغير لفظية ، والثانية قد تكون وضعية كدلالة وجود المشروط على وجود الشرط ، وعقلية كدلالة الأثر على المؤثر كدلالة الدخان على النار وبالعكس .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية