الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              163 [ ص: 201 ] 29 - باب: غسل الأعقاب

                                                                                                                                                                                                                              وكان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم إذا توضأ.

                                                                                                                                                                                                                              165 - حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة - وكان يمر بنا والناس يتوضئون من المطهرة- قال: أسبغوا الوضوء، فإن أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال: " ويل للأعقاب من النار". [مسلم 242 - فتح: 1 \ 267]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، ثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة - وكان يمر بنا والناس يتوضئون من المطهرة- قال: أسبغوا الوضوء، فإن أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويل للأعقاب من النار".

                                                                                                                                                                                                                              أما أثر ابن سيرين فقد أسنده في "المصنف" بإسناد صحيح عن هشيم، عن خالد عنه. ووجه دخوله في الباب يحتمل أن يكون أراد بذلك أنه لو أدار الخاتم وهو في إصبعه لكان ذلك بمنزلة الممسوح، وفرض الإصبع الغسل فقاس المسح في الإصبع على مسح الرجلين، فإنه قد فهم من الحديث -على ما قدمناه- المسح، وبوب عليه كما سلف، وقد روي عن ابن سيرين أنه أدار الخاتم في إصبعه، فلعل ذلك حالة أخرى كان واسعا يدخل الماء برقته إليه.

                                                                                                                                                                                                                              وبهذا التفصيل قال الشافعي وأحمد. قال ابن المنذر: وبه أقول. قال: وكان ابن سيرين وعمرو بن دينار وعروة وعمر بن عبد العزيز والحسن وابن عيينة وأبو ثور يحركونه في الوضوء.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: وكذا أبو تميم الجيشاني وعبد الله بن هبيرة السبائي وميمون بن [ ص: 202 ] مهران كما ذكره عنهم في "المصنف"، وكان حماد يقول في الخاتم: أزله.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن المنذر: ورخص فيه مالك والأوزاعي، وروي ذلك عن سالم.

                                                                                                                                                                                                                              وقد روى ابن ماجه حديثا فيه ضعف، عن أبي رافع: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ حرك خاتمه.

                                                                                                                                                                                                                              قال البيهقي: والاعتماد في هذا الباب على الأثر عن علي أنه كان إذا توضأ حرك خاتمه. وحكي أيضا عن ابن عمر وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص.

                                                                                                                                                                                                                              وفي "غريب الحديث" لابن قتيبة من طريق ابن لهيعة، عن أبي بكر الصديق قال لرجل يتوضأ: عليك بالمنشلة. قال: يعني موضع الخاتم من الأصبع.

                                                                                                                                                                                                                              وأما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم والنسائي والترمذي، (واشتهر) عن شعبة ورواه صالح بن ذكوان، عن أبي هريرة، فتابع [ ص: 203 ] محمد بن زياد، وسلف التعريف برواته خلا محمد بن زياد القرشي مولى عثمان بن مظعون، مدني الأصل، سكن البصرة، ثقة تابعي.

                                                                                                                                                                                                                              وفقه الباب سلف في العلم.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية