الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون

                                                                                                                                                                                                                                      وحرمنا عليه المراضع أي: منعناه أن يرتضع من المرضعات، والمراضع جمع مرضع، وهي المرأة التي ترضع، أو مرضع، وهو الرضاع، أو موضعه أعني الثدي. من قبل أي: من قبل قصها أثره. فقالت عند رؤيتها لعدم قبوله الثدي، واعتناء فرعون بأمره، وطلبهم من يقبل ثديها. هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم أي: لأجلكم. وهم له ناصحون لا يقصرون في إرضاعه، وتربيته. روي أن هامان لما سمعه منها قال: إنها لتعرفه، وأهله فخذوها حتى تخبر بحاله. فقالت: إنما أردت، وهم للملك ناصحون فأمرها فرعون بأن تأتي بمن يكفله، فأتت بأمه. وموسى على يد فرعون يبكي، وهو يعلله فدفعه إليها فلما وجد ريحها استأنس، والتقم ثديها فقال: من أنت منه، فقد أبى كل ثدي إلا ثديك؟ فقالت: إني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن، لا أوتى بصبي إلا قبلني، [ ص: 6 ] فقرره في يدها، وأجرى عليها فرجعت به إلى بيتها من يومها، وذلك قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية