الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب الوقوف بعرفة

                                                                      1910 حدثنا هناد عن أبي معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفة قالت فلما جاء الإسلام أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات فيقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس [ ص: 304 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 304 ] ( ومن دان دينها ) : أي تبعهم واتخذ دينهم دينا ( يقفون بالمزدلفة ) : أي حين يقف الناس بعرفة ( وكانوا ) : أي قريش ( يسمون الحمس ) : جمع أحمس من الحماسة بمعنى الشجاعة والشدة وبه لقب قريش وكنانة ومن قبلهم في الجاهلية ؛ لتحمسهم في دينهم أو لالتجائهم إلى الحمساء وهي الكعبة ؛ لأن أحجارها أبيض إلى السواد ، وهو يكون شديدا . والحاصل أن قريشا كانت قبل الإسلام تقف بالمزدلفة وهي من الحرم ولا يقفون بعرفات ، وكان سائر العرب يقفون بعرفات ، وكانت قريش تقول : نحن أهل الحرم فلا نخرج منه ( سائر العرب ) : يعني : بقيتهم ( يقفون بعرفة ) : على العادة القديمة ( ثم يفيض منها ) : الإفاضة الدفع في السير ، وأصلها الصب ، فاستعير للدفع في السير ، وأصله أفاض نفسه أو راحلته ، ثم ترك المفعول رأسا حتى صار كاللازم ( ثم أفيضوا ) : أي ادفعوا ( من حيث أفاض الناس ) : أي عامتهم ، وهو عرفة .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .




                                                                      الخدمات العلمية