الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة قدم معز الدين قيصر شاه بن قلج أرسلان ، صاحب بلاد الروم ، على صلاح الدين في رمضان ، وكان سبب قدومه أن والده عز الدين قلج أرسلان فرق مملكته على أولاده ، وأعطى ولده هذا ملطية ، وأعطى ولده قطب الدين ملك شاه [ ص: 104 ] سيواس .

فاستولى قطب الدين على أبيه ، وحجر عليه ، وأزال حكمه ، وألزمه أن يأخذ ملطية من أخيه هذا ويسلمها إليه ، فخاف معز الدين ، فسار إلى صلاح الدين ملتجئا إليه ، معتضدا به ، فأكرمه صلاح الدين ، وزوجه بابنة أخيه الملك العادل ، فامتنع قطب الدين من قصده ، وعاد معز الدين إلى ملطية في ذي القعدة .

وحدثني من أثق به قال : رأيت صلاح الدين وقد ركب ليودع معز الدين هذا ، فترجل له معز الدين ، وترجل صلاح الدين ، وودعه راجلا ، فلما أراد الركوب عضده معز الدين هذا ، وأركبه ، وسوى ثيابه علاء الدين خرمشاه بن عز الدين ، صاحب الموصل ، قال : فعجبت من ذلك ، وقلت ما تبالي يا ابن أيوب أي موتة تموت ؟ يركبك ملك سلجوقي ، وابن أتابك زنكي .

[ الوفيات ] وفيها توفي حسام الدين محمد بن عمر بن لاجين ، وهو ابن أخت صلاح الدين ، وعلم الدين سليمان بن جندر ، وهو من أكابر أمراء صلاح الدين أيضا .

وفي رجب توفي الصفي بن القابض ، وكان متولي دمشق لصلاح الدين ، يحكم في جميع بلاده .

التالي السابق


الخدمات العلمية