الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                فإذا فرغ من الفاتحة يقول آمين إماما كان أو مقتديا أو منفردا وهذا قول عامة العلماء .

                                                                                                                                وقال بعض الناس : لا يؤتى بالتأمين أصلا ، وقال مالك : يأتي به المقتدي دون الإمام والمنفرد والصحيح قول العامة لما روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { إذا أمن الإمام فأمنوا فإن الملائكة تؤمن فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر } حثنا على التأمين من غير فصل .

                                                                                                                                ثم السنة فيه المخافتة عندنا ، وعند الشافعي الجهر في صلاة الجهر واحتج بما روينا من الحديث ، ووجه التعلق به أنه صلى الله عليه وسلم علق تأمين القوم بتأمين الإمام ولو لم يكن مسموعا لم يكن معلوما فلا معنى للتعلق ، وعن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : آمين ومد بها صوته } .

                                                                                                                                ( ولنا ) ما روي عن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم { أخفى التأمين } وهو قول علي وابن مسعود ، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { : إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا آمين فإن الإمام يقولها } .

                                                                                                                                ولو كان مسموعا لما احتيج إلى قوله فإن الإمام يقولها ولأنه من باب الدعاء ; لأن معناه اللهم أجب أو ليكن كذلك قال الله تعالى { قد أجيبت دعوتكما } وموسى كان يدعو وهارون كان يؤمن ، والسنة في الدعاء الإخفاء ، وحديث وائل طعن فيه النخعي وقال : أشهد وائل ؟ وغاب عبد الله على أنه يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم جهر مرة للتعليم ولا حجة في الحديث الآخر ; لأن مكانه معلوم ، وهو ما بعد الفراغ من الفاتحة فكان التعليق صحيحا .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية