الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
32 الأصل

[ 206 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن محمد بن [ ص: 410 ] عمارة بن عمرو بن حزم، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أم سلمة أن امرأة سألت أم سلمة فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، فقالت أم سلمة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطهره ما بعده". .

التالي السابق


الشرح

محمد بن عمارة: هو الحزمي [الأنصاري] المديني.

روى عن: محمد بن إبراهيم بن الحارث، وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

روى عنه: مالك، وذكر نسبه.

وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إسحاق الزهري القرشي.

روى عنه: الزهري.

والحديث مذكور في الموطأ وأخرجه أبو داود عن القعنبي عن مالك.

وقد احتج به على أن التراب يطهر النجاسة، وعضد به ما روي عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له [ ص: 411 ] طهور. وعن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إذا جاء أحدكم إلى المسجد فإن كان بنعليه أذى فليمسحه وليصل فيهما.

وأخذ جماعة بظاهر هذا الخبر واكتفوا في النعل والخف إذا أصابهما السرقين بالمسح عند باب المسجد، وقال غيرهم: الأذى والقذر يحتملان الشيء المستقذر كما يحتملان النجاسة، وربما أول ذلك على ما إذا مر على النجس اليابس أو جرته ذيله وعلق به شيء منه فإنه يزول بالمسح ويزيله الجر بالمكان الطاهر، وقد روي عن ابن عباس أنه قال: إن وطئت على قذر رطب فاغسله وإن كان يابسا فلا.

وقال الخطابي: أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن مجهولة الحال في العدالة فلا حجة في روايتها.




الخدمات العلمية