الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
324 - وأخبرنا الإمام أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد المعروف بابن الصفار ( بنيسابور ) أن وجيه بن طاهر بن محمد الشحامي أخبرهم ، أبنا أبو حامد أحمد بن الحسن الأزهري قال : أبنا أبو سعد محمد بن عبد الله بن حمدون التاجر ، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي ، ثنا محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي ، ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري قال : حدثني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد قال : لما استعز برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عنده في نفر من المسلمين ، دعاه بلال إلى الصلاة ، فقال : مروا أبا بكر أن يصلي بالناس ، قال : فخرجت فإذا عمر في الناس ، وكان أبو بكر غائبا ، فقلت : قم يا عمر فصل بالناس ، فقام فلما كبر عمر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته ، وكان [ ص: 358 ] عمر رجلا مجهرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون ، فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة ، فصلى بالناس ، قال عبد الله بن زمعة : فقال لي عمر : ويحك ماذا صنعت يا ابن زمعة ؟ والله ما ظننت حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك ، ولولا ذلك ما صليت بالناس ، قال : قلت : والله ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضرنا بالصلاة من الناس .

لفظ محمد بن يحيى الذهلي .

وفي رواية أبي شعيب الحراني : دعا بلال إلى الصلاة ، فقال : مروا من يصلي بالناس ، فخرجت . وعنده : وكان عمر رجلا جهيرا . وعنده : يأبى الله والمسلمون ذلك ، من غير تكرار . وعنده : ماذا صنعت بي يا ابن زمعة . وعنده : والله ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة من الناس .

وفي رواية الإمام أحمد ، عن يعقوب قال : دعا بلال للصلاة ، فقال : مروا من يصلي بالناس ، وكان أبو بكر غائبا ، فقال : قم يا عمر فصل بالناس ، قال : فقام . وعنده : ماذا صنعت بي يا ابن زمعة . وعنده : والله ما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة . والباقي مثله . وعنده : يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون .

[ ص: 359 ] رواه أبو داود في السنة ، عن عبد الله بن محمد النفيلي بنحوه .

وعن أحمد بن صالح ، عن ابن أبي فديك ، عن موسى بن يعقوب الزمعي ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن عبد الله بن زمعة أخبره .

التالي السابق


الخدمات العلمية