الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي مختصر المزني نصوص في سجود السهو لم نرها في الأم قال المزني .

( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى : ومن شك في صلاته فلم يدر أثلاثا أم أربعا فعليه أن يبني على ما استيقن وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فرغ من صلاته بعد التشهد سجد سجدتين للسهو قبل السلام ، واحتج في ذلك بحديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبحديث ابن بحينة أنه سجد قبل السلام في جمع الجوامع .

( قال الشافعي ) سجود السهو كله عندنا في الزيادة والنقصان قبل السلام وهو الناسخ والآخر من الأمرين ولعل مالكا لم يعلم الناسخ والمنسوخ من هذا وقاله في القديم فمن سجد قبل السلام أجزأه التشهد الأول ولو سجد للسهو بعد السلام تشهد ، ثم سلم هذا نقل جمع الجوامع ، ثم ذكر رواية البويطي ونحن نذكرها مع غيرها في مختصر البويطي وكل سهو في الصلاة نقصا كان ، أو زيادة سهوا واحدا كان أم اثنين أم ثلاثة فسجدتا السهو تجزئ من ذلك كله قبل السلام وفيهما تشهد وسلام وقد روي { عن رسول [ ص: 155 ] الله صلى الله عليه وسلم أنه قام من اثنتين فسجد قبل السلام } وهذا نقصان وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى فليبن على ما استيقن وليسجد سجدتين قبل السلام } وهذا زيادة وقال في ترجمة بعد ذلك { ومن لم يدر كم صلى واحدة ، أو اثنتين ، أو ثلاثا ، أو أربعا فليبن على يقينه ، ثم يسجد سجدتين قبل السلام } ، ولسجدتي السهو تشهد وسلام وما ذكره البويطي من التشهد لسجدتي السهو أنهما قبل السلام ظاهره أنه يسجد سجدتي السهو قبل السلام ، ثم يتشهد ، ثم يسلم ولم أر أحدا من الأصحاب ذكر هذا إلا فيما إذا سجد بعد السلام في صوره المعروفة فإن حمل كلام البويطي على صوره بعد السلام كان ممكنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية