الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      359- وقال: (والصابئون والنصارى) وقال في موضع آخر: (والصابئين) والنصب القياس على العطف على ما بعد: (إن) فأما هذه فرفعها على وجهين كأن قوله: (إن الذين آمنوا) في موضع رفع في المعنى لأنه كلام مبتدأ لأن قوله: "إن زيدا منطلق وزيد منطلق" من غير أن يكون فيه "إن" في المعنى سواء فإن شئت إذا عطفت عليه شيئا جعلته على المعنى. كما قلت: "إن زيدا منطلق وعمرو". ولكنه إذا جعل بعد الخبر فهو أحسن وأكثر. وقال بعضهم: "لما" كان قبله فعل شبه في اللفظ بما يجري على ما قبله، وليس معناه في الفعل الذي قبله وهو: (الذين هادوا) أجراه عليه فرفعه به وإن كان ليس عليه في المعنى ذلك أنه تجيء أشياء في اللفظ لا تكون في المعاني، منها قولهم: "هذا

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 286 ] جحر ضب خرب" وقولهم "كذب عليكم الحج" يرفعون "الحج" بـ "كذب"، وإنما معناه "عليكم الحج" نصب بأمرهم. وتقول: "هذا حب رماني" فتضيف "الرمان" إليك وإنما لك "الحب" وليس لك "الرمان". فقد يجوز أشباه هذا والمعنى على خلافه.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية