الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وتضمنت هذه الآية الكريمة صفات الذات ، منها : الوحدانية ، بقوله : ( لا إله إلا هو ) والحياة الدالة على البقاء بقوله : ( الحي ) والقدرة بقوله : ( القيوم ) واستطرد من القيومية لانتفاء ما يئول إلى العجز ، وهو ما يعرض للقادر غيره تعالى من الغفلة والآفات ، فينتفي عنه وصفه بالقدرة إذ ذاك ، واستطرد من القيومية الدالة على القدرة إلى ملكه وقهره وغلبته لما في السماوات والأرض ، إذ الملك آثار القدرة ، إذ للمالك التصرف في المملوك . والإرادة ، بقوله : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) فهذا دال على الاختيار والإرادة . والعلم بقوله : ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) ثم سلب عنهم العلم إلا أن أعلمهم هو تعالى ، فلما تكملت صفات الذات العلا ، واندرج معها شيء من صفات الفعل وانتفى عنه تعالى أن يكون محلا للحوادث ، ختم ذلك بكونه : العلي القدر العظيم الشأن .

التالي السابق


الخدمات العلمية