الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة ، في ذي الحجة ، توفي أبو طالب يحيى بن سعيد بن زيادة ، كاتب [ ص: 156 ] الإنشاء بديوان الخليفة ، وكان عالما فاضلا ، له كتابة حسنة ، وكان رجلا عاقلا خيرا ، كثير النفع للناس ، وله شعر جيد .

وفيها حصر الملك العادل أبو بكر بن أيوب قلعة ماردين في شهر رمضان ، وقاتل من بها ، وكان صاحبها حسام الدين ( يولق ) أرسلان بن إيلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أرتق ، كل هؤلاء ملوك ماردين ، وقد تقدم من أخبارهم ما يعلم به محلهم ، وكان صبيا ، والحاكم في بلده ودولته مملوك أبيه العادل النظام يرنقش ، وليس لصاحبه معه حكم البتة في شيء من الأمور ، ولما حصر العادل ماردين ودام عليها سلم إليه بعض أهلها الربض بمخامرة بينهم ، فنهب العسكر أهله نهبا قبيحا ، وفعلوا بهم أفعالا عظيمة لم يسمع بمثلها ، فلما تسلم الربض تمكن من حصر القلعة ، وقطع الميرة عنها ، وبقي عليها إلى أن رحل عنها سنة خمس وتسعين [ وخمسمائة ] على ما نذكره - إن شاء الله - .

[ الوفيات ]

وفيها توفي الشيخ أبو علي الحسن بن مسلم بن أبي الحسن القادسي الزاهد ، المقيم ببغداد ، والقادسية التي ينسب إليها قرية بنهر عيسى من أعمال بغداد ، وكان من عباد الله الصالحين العاملين ، ودفن بقريته .

وأبو المجد علي بن أبي الحسن علي بن الناصر بن محمد الفقيه الحنفي مدرس أصحاب أبي حنيفة ببغداد ، وكان من أولاد محمد بن الحنفية ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .

التالي السابق


الخدمات العلمية