الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3751 [ 1891 ] وعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي ليلة أسري به بإيلياء بقدحين من خمر ولبن، فنظر إليهما، فأخذ اللبن، فقال له جبريل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك.

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 282) والبخاري (3394) ومسلم (168) في الأشربة (92) والترمذي (3130) والنسائي (8 \ 312).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و( إيلياء ): هي بيت المقدس ، وهو ممدود بهمزة التأنيث، ولذلك لا ينصرف.

                                                                                              و(قول جبريل - عليه السلام -: الحمد لله الذي هداك للفطرة ) يعني بها: فطرة دين الإسلام، كما قال تعالى: فطرت الله التي فطر الناس عليها ثم قال: ذلك الدين القيم [الروم: 30] وقيل: جعل الله ذلك علامة لجبريل على هداية هذه [ ص: 280 ] الأمة; لأن اللبن أول ما يغتذيه الإنسان، وهو قوت خلي عن المفاسد، به قوام الأجسام؛ ولذلك آثره - صلى الله عليه وسلم - على الخمر، كما ذكرناه في الإسراء.

                                                                                              ودين الإسلام كذلك هو أول ما أخذ على بني آدم، وهم كالذر، ثم هو قوت الأرواح، به قوامها، وحياتها الأبدية، وصار اللبن عبارة مطابقة لمعنى دين الإسلام من جميع جهاته، والخمر على النقيض من ذلك في جميع جهاتها، فكان العدول إليه لو كان ووقع علامة على الغواية، وقد أعاذ الله من ذلك نبيه - صلى الله عليه وسلم - طبعا وشرعا. والحمد لله تعالى.

                                                                                              ويفهم من نسبة الغواية إلى الخمر تحريمه، لكن ليس بصريح، ولذلك لم يكتف النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك في التحريم حتى قدم المدينة فشربوها زمانا، حتى أنزل الله التحريم.




                                                                                              الخدمات العلمية