الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قول الله تعالى فلا رفث

                                                                                                                                                                                                        1723 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن منصور سمعت أبا حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب قول الله - عز وجل - : فلا رفث ) ذكر فيه حديث أبي هريرة : من حج البيت فلم يرفث ، أورده من طريق شعبة ، عن منصور ، عن أبي حازم عنه . ثم قال : " باب قول الله - عز وجل - : ولا فسوق ولا جدال في الحج وذكر الحديث بعينه لكن من طريق سفيان وهو الثوري ، عن منصور بهذا السند . وليس بين السياقين اختلاف إلا في قوله في رواية شعبة : " كما ولدته أمه " وفي رواية سفيان : " كيوم ولدته أمه ، وأبو حازم المذكور في الموضعين هو سلمان مولى عزة الأشجعية ، وصرح منصور بسماعه له في رواية أبي حازم من شعبة ، فانتفى بذلك تعليل من أعله بالاختلاف على منصور ؛ لأن البيهقي أورده من طريق إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن أبي حازم زاد فيه رجلا ، فإن كان إبراهيم حفظه فلعله حمله منصور ، عن هلال ، ثم لقي أبا حازم فسمعه منه ، فحدث به على الوجهين . وصرح أبو حازم بسماعه له من أبي هريرة كما تقدم في أوائل الحج من طريق شعبة أيضا عن يسار ، عن أبي حازم .

                                                                                                                                                                                                        وقوله : " كما ولدته أمه " أي : عاريا من الذنوب . وللترمذي من طريق ابن عيينة ، عن منصور : " غفر له ما تقدم من ذنبه " ، ولمسلم من رواية جرير ، عن منصور : " من أتى هذا البيت " ، وهو أعم من قوله في بقية الروايات : " من حج " ويجوز حمل لفظ " حج " على ما هو أعم من الحج والعمرة ؛ فتساوي رواية : " من أتى " من حيث إن الغالب أن إتيانه إنما هو للحج أو للعمرة ، وقد تقدمت بقية مباحثه في " باب فضل الحج المبرور " في أوائل كتاب الحج ، وتقدم تفسير الرفث وما ذكر معه في آخر حديث ابن عباس المذكور في " باب قول الله تعالى : ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام "




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية