الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 286 ] وينقسم إلى طبيعي ومنطقي وعقلي ، لأنا إذا قلنا : الإنسان حيوان مثلا ، وأنه كلي وأردت الحصة من الحيوانية التي شارك باعتبارها الإنسان غيره فطبيعي وهو موجود في الخارج ، لأنه جزء من الإنسان الموجود وجزء الموجود موجود ، وإن أردت به أنه غير مانع من الشركة فهو المنطقي ، ولا وجود له في الخارج لاشتماله على ما لا يتناهى .

                                                      وقيل : بل هو موجود . ومدرك الخلاف في أن الإضافة هل لها وجود في الأعيان ؟ والكلي المنطقي نوع من مقولة المضاف .

                                                      قال الإمام فخر الدين : ونازعه ابن واصل ، وقال : بل الكلي المنطقي لا وجود له في الأعيان سواء قلنا : إن الإضافة موجودة في الأعيان أم لا ، لأن الكلي الطبيعي موجود في الخارج ، فلو كان المنطقي موجودا في الخارج ، كان المركب منهما ضرورة موجودا في الخارج والمركب منهما هو الكلي العقلي ، فيكون أيضا موجودا في الخارج لتركبه من جزأين موجودين ، وسنبين أنه ليس كذلك . ا هـ .

                                                      وإن أردت الأمرين أعني الحيوانية التي وقعت بها الشركة مع كونها غير مانعة فهو العقلي فعند الحكماء : أنه موجود في الذهن لا في الخارج .

                                                      قاله ابن واصل ، وحكى غيره في وجوده في الخارج خلافا أيضا ، والصحيح : أنه لا وجود له لاشتماله على ما لا يتناهى ، وهو غير متشخص . وزعم أفلاطون أنه موجود في الأعيان وأن الإنسان الكلي موجود في الخارج .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية