الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يقول إذا لبس ثوبا جديدا

                                                                                                          1767 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له قال أبو عيسى وفي الباب عن عمر وابن عمر حدثنا هشام بن يونس الكوفي حدثنا القاسم بن مالك المزني عن الجريري نحوه وهذا حديث حسن غريب صحيح [ ص: 376 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 376 ] قوله : ( إذا استجد ) أي لبس ثوبا جديدا . وأصله على ما في القاموس صير ثوبه جديدا وعند ابن حبان من حديث أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا لبسه يوم الجمعة . وكذا رواه الخطيب والبغوي في شرح السنة ، فالمعنى إذا أراد أن يلبس ثوبا جديدا لبسه يوم الجمعة ( سماه ) أي الثوب المراد به الجنس ( باسمه ) أي المتعارف المتعين المشخص الموضوع له ( عمامة أو قميصا أو رداء ) أي أو غيرها كالإزار والسروال والخف ونحوها والمقصود التعميم فالتخصيص للتمثيل بأن يقول رزقني الله أو أعطاني أو كساني هذه العمامة أو القميص أو الرداء ، وأو للتنويع ، أو يقول هذا قميص أو رداء أو عمامة ( أسألك خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له ) قال ميرك : خير الثوب بقاؤه ونقاؤه وكونه ملبوسا للضرورة والحاجة ، وخير ما صنع له هو الضرورات التي من أجلها يصنع اللباس من الحر والبرد طويلا وستر العورة ، والمراد سؤال الخير في هذه الأمور وأن يكون مبلغا إلى المطلوب الذي صنع لأجله الثوب من العون على العبادة والطاعة لمولاه ، وفي الشر عكس هذه المذكورات ، وهو كونه حراما ونجسا ولا يبقى زمانا طويلا . أو يكون سببا للمعاصي والشرور والافتخار والعجب والغرور عند القناعة بثوب الدون وأمثال ذلك انتهى .

                                                                                                          والحديث يدل على استحباب حمد الله تعالى عند لبس الثوب الجديد . وقد أخرج الحاكم في المستدرك عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اشترى عبد ثوبا بدينار أو بنصف دينار فحمد الله إلا لم يبلغ ركبتيه حتى يغفر الله له ، وقال حديث لا أعلم في إسناده أحدا ذكر بجرح .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عمر وابن عمر ) أما حديث عمر فأخرجه الترمذي في الدعوات وابن ماجه والحاكم وصححه ، وأما حديث ابن عمر فأخرجه النسائي وابن ماجه وابن حبان [ ص: 377 ] وصححه وأعله النسائي . وفي الباب أحاديث أخرى ذكرها الحافظ في الفتح في باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أبو داود والنسائي وسكت عنه أبو داود ، ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره .




                                                                                                          الخدمات العلمية