الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1970 حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير سمعت جابر بن عبد الله يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النحر يقول لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( يرمي على راحلته يوم النحر ) : قال الشافعي : يستحب لمن وصل منى راكبا [ ص: 348 ] أن يرمي جمرة العقبة يوم النحر راكبا ، ومن وصلها ماشيا أن يرميها ماشيا ، وفي اليومين الأولين من التشريق يرمي جميع الجمرات ماشيا ، وفي اليوم الثالث راكبا . وقال أحمد وإسحاق : يستحب يوم النحر أن يرمي ماشيا . ذكره الطيبي ( لتأخذوا ) : بكسر اللام .

                                                                      قال النووي : هي لام الأمر ، ومعناه خذوا مناسككم . قال : وهكذا وقع في رواية غير مسلم وتقدير الحديث أن هذه الأمور التي أتيت بها في حجتي من الأقوال والأفعال والهيئات هي أمور الحج وصفته ، والمعنى اقبلوها واحفظوها واعملوا بها وعلموها الناس . ( قال لا أدري ) : ولفظ مسلم : فإني لا أدري ( لعلي لا أحج بعد حجتي ) : بفتح الحاء مصدر ( هذه ) : التي في تلك السنة الحاضرة ، وفيه إشارة إلى توديعهم وإعلامهم بقرب وفاته - صلى الله عليه وسلم - ولهذا سميت : حجة الوداع .

                                                                      وروى البيهقي وابن عبد البر أنه - صلى الله عليه وسلم - رمى أيام التشريق ماشيا . قال البيهقي : فإن صح هذا كان أولى بالاتباع . وقال غيره : قد صححه الترمذي . قال ابن عبد البر : وفعله جماعة من الخلفاء بعده وعليه العمل ، وحسبك ما رواه القاسم بن محمد من فعل الناس ، ولا خلاف أنه - صلى الله عليه وسلم - وقف بعرفة راكبا ورمى الجمار ماشيا ، وذلك محفوظ من حديث جابر ، انتهى .

                                                                      قلت : ويستثنى منه رمي جمرة العقبة في أول أيام النحر . وحديث جابر هذا ليس في رواية اللؤلؤي ، ولذا لم يذكره المنذري . قال المزي : هذا الحديث في رواية أبي الحسن بن العبد وأبي بكر بن داسة ولم يذكره أبو القاسم .

                                                                      قلت : وأخرجه مسلم والنسائي والله أعلم .




                                                                      الخدمات العلمية