الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3560 - حدثني علي بن عيسى الحيري ، ثنا مسدد بن قطن ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا أبو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فكنا نتناوب الرعية ، فلما كانت نوبتي سرحت إبلي ، ثم رجعت فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب الناس فسمعته يقول : " ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ، ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول إلا انفتل كيوم ولدته أمه من الخطايا ليس عليه ذنب " قال : فما ملكت نفسي عند ذلك أن قلت : بخ بخ ، فقال عمر وكنت إلى جنبه : أتعجب من هذا ؟ قد قال قبل أن تجيء ما هو أجود منه . فقلت : ما هو فداك أبي وأمي ؟ قال : قال : " ما من رجل يتوضأ فيسبغ الوضوء ، ثم يقول عند فراغه من وضوئه : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له ثمانية أبواب من الجنة يدخل من أيها شاء " ، ثم قال : " يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ، فينادي مناد : سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم . ثلاث مرات ، ثم يقول : أين الذين كانت ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) ثم يقول : أين الذين كانوا ( لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) إلى آخر الآية ، ثم ينادي مناد سيعلم الجمع لمن الكرم اليوم ، ثم يقول : أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم ؟ " .

                                                                                            هذا حديث صحيح وله طرق عن أبي إسحاق ولم يخرجاه ، وكان من حقنا أن نخرجه في كتاب الوضوء فلم نقدر ، فلما وجدت الإمام إسحاق الحنظلي خرج طرقه عند قوله : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) اتبعته .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية