الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ التنبيه الثالث ] باعتبار معناه

                                                      والكلي إما تمام الماهية أو جزء منها أو خارج عنها ، والمراد أن الماهية إما أن تعتبر من حيث إنها ماهية مع قطع النظر عما يعرض لها من العوارض كالجزئية والخارجية ، أو يعتبر مع العارض نحو كونها جزءا لغيرها أو خارجا عن ماهية غيرها ، فالأول تمام الماهية ، والثاني جزء منها ، والثالث خارج عنها .

                                                      واعلم أن المقول في جواب ما هو ، إنما هو الأول ، لأنه سؤال عما به هوية الشيء وهو تمام الماهية ، وأما الكلي الذي هو جزء الماهية فهو المسمى بالذاتي على رأي الأكثرين ، فتمام المشترك هو الجنس ، وتمام التمييز هو الفصل .

                                                      وأما الخارج فإن اختص بنوع واحد لا يوجد في غيره فهو الخاصة ، وإن لم يختص فهو العرض العام .

                                                      ومما يغلظ فيه كون العرض هاهنا هو المقابل للجوهر ، وليس كذلك فإن العرضي قد يكون جوهرا كالأبيض ، وقد لا يكون كالبياض ، والعرض لا يكون جوهرا كالبياض ، ثم العرض قد يكون لازما لحقيقة الشيء ، كالضحك للإنسان أعني بالقوة .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية