الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 110 ] قال : ( ولا بأس بتوسده والنوم عليه عند أبي حنيفة رحمه الله . وقالا : يكره ) وفي الجامع الصغير ذكر قول محمد وحده ، ولم يذكر قول أبي يوسف ، [ ص: 111 ] وإنما ذكره القدوري وغيره من المشايخ ، وكذا الاختلاف في ستر الحرير وتعليقه على الأبواب لهما : العمومات ، ولأنه من زي الأكاسرة والجبابرة ، والتشبه بهم حرام .

                                                                                                        وقال عمر رضي الله عنه : " إياكم وزي الأعاجم " .

                                                                                                        وله ما روي " { أنه عليه الصلاة والسلام جلس على مرفقة حرير }" .

                                                                                                        وقد كان على بساط عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مرفقة حرير ، ولأن القليل من الملبوس مباح كالأعلام ، فكذا القليل من اللبس والاستعمال ، والجامع كونه نموذجا على ما عرف .

                                                                                                        [ ص: 110 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 110 ] قوله : عن عمر رضي الله عنه أنه قال : إياكم وزي الأعاجم ; قلت : رواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع التاسع ، من القسم الرابع ، من حديث شعبة عن قتادة ، قال : سمعت أبا عثمان يقول : أتانا كتاب عمر ، ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد ، أما بعد : فاتزروا ، وارتدوا ، وانتعلوا ، وارموا بالخفاف ، واقطعوا السراويلات ، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل ، وإياكم والتنعم ، وزي العجم ، وعليكم بالشمس ، فإنها حمام العرب ، واخشوشنوا ، واخلولقوا ، وارموا الأغراض ، وانزوا نزوا ، { وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير ، إلا هكذا ، وضم إصبعيه : السبابة والوسطى }انتهى

                                                                                                        ورواه البيهقي في " شعب الإيمان " في الباب التاسع والثلاثين ، عن الحاكم بسنده إلى الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ثنا شعبة به ، سواء ، وأخرجه مسلم في " صحيحه " بلفظ : وإياكم والتنعم ، وزي أهل الشرك ، ولبوس الحرير ، والمصنف استدل بهذا الأثر للصاحبين على كراهية توسد الحرير ، ولو استدل على ذلك بحديث حذيفة لكان أولى ، أخرجه البخاري عن ابن أبي ليلى عن حذيفة ، قال : { نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة ، وأن نأكل فيها ، وعن لبس الحرير والديباج ، وأن نجلس عليه }انتهى . وهو من مفردات البخاري ، ولم أجد الحميدي ذكره ، وذكره عبد الحق في " الجمع بين الصحيحين " .

                                                                                                        الحديث الثامن : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على مرفقة حرير }; قلت : غريب جدا .

                                                                                                        قوله : وروي أنه كان على بساط ابن عباس مرفقة حرير ; قلت : يشكل على المذهب حديث حذيفة . قال : { نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة ، وأن نأكل فيها ، وعن لبس الحرير والديباج ، وأن نجلس عليه }انتهى

                                                                                                        أخرجه البخاري . رواه ابن سعد في " الثقات في ترجمة ابن عباس " ، وهي في أول الطبقة الخامسة ممن مات مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم أحداث الأسنان ، فقال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا مسعر عن راشد ، مولى لبني عامر ، قال : رأيت على فراش ابن عباس مرفقة حرير انتهى

                                                                                                        أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا عمرو بن أبي المقدام عن مؤذن بني وادعة ، قال : دخلت على عبد الله بن عباس ، وهو متكئ على مرفقة حرير ، وسعيد بن جبير عند رجليه ، وهو يقول له : انظر كيف تحدث عني ، فإنك حفظت عني كثيرا ، انتهى




                                                                                                        الخدمات العلمية