الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : جاء هذا الكلام في معرض الندب والتحضيض على إنفاق المال في ذات الله تعالى [ ص: 307 ] على الفقراء المحتاجين ، وفي سبيل الله بنصرة الدين ، وكنى الله سبحانه عن الفقير بنفسه العلية المنزهة عن الحاجات ترغيبا في الصدقة ، كما كنى عن المريض والجائع والعاطش بنفسه المقدسة عن النقائص والآلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يقول الله تعالى عبدي مرضت فلم تعدني ، يقول : وكيف تمرض وأنت رب العالمين ؟ فيقول : مرض عبدي فلان ولو عدته لوجدتني عنده ، ويقول : جاع عبدي فلان ولو أطعمته لوجدتني عنده ، ويقول : عطش عبدي فلان ولو سقيته لوجدتني عنده } . وهذا كله خرج مخرج التشريف لمن كنى عنه ترغيبا لمن خوطب به .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : قال قوم : المراد بالآية الإنفاق في سبيل الله تعالى ; لأنه قال قبلها : { وقاتلوا في سبيل الله } فهذا الجهاد بالبدن ، ثم قال بعده : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا } فهذا الجهاد بالمال .

                                                                                                                                                                                                              وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { من جهز غازيا فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا } .

                                                                                                                                                                                                              والصحيح عندي ما قاله الحسن من أنه في أبواب البر كلها ولا يرد عمومه ما تقدمه من ذكر الجهاد .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية